الألباب المغربية / محمد عبيد
قد يكون ما أكتبه معتبرا… وقد لا يكون معتبرا… لأن الكتابة فرض… على عمق الشعور… على الفكر… على تحرير الإنسان… ولأن الإنسان ميال إلى راحة النفس… إلى التخلص من كل الضغوط… إلى ارتياد الصعوبات… إلى اقتحام الدروب…
فكان ما كان… وما يكون… من كتابات التدفق… اللا تكون إلا بسيطة… وفي البساطة عمق البلاغة… سهولة في استيعاب المكتوب… لتصير الكتابة من جنس ما لا يستطيع أحد كتابته…
فلا داعي… إلى الانزياح… إلى اعتماد الاستعارة… إلى جعل كل الكتابات… متفقة لا بالسجع ولا بالطباق… والتشبيه إن تم اعتماده… فلأجل التوضيح… لأجل التأسيس… لبناء الأفكار… لأجل جعل الأفكار… فاعلة… في واقعنا… وأنا عندما أتحدى الذوات… وأسخر ما بيدي… من أقلام…
فالكتابات القديمة… كتابات في متناول كل القراء… والكتابات الجميلة… كتابات بسيطة… تنفذ إلى عمق الوجدان… تستقر في عمق الفكر… وتوقظ في قارئها عمق الإنسان… والبساطة في كل الكتابات دفء… ومن يقرأها لا يحتاج إلى أية وسائط… حتى ينفذ إلى عمق المعنى… بخلاف كتابات معقدة لا يتناولها إلا من يتعمق في دراسة الانزياح… ولا تفيد أيا من البسطاء.
قد يقول قائل:”صحافتنا انحدرت وانزلقت الى حد صارت تلعب دور “المقدم” كما أن روح الصحافة انعدمت وحل محلها روح الإرتزاق؟!”
لا أدري لماذا الصحافة المغربية أو الصحافي المغربي ليس لهم نفسا مغربيا أو حرقة وطنية تساهم في الدفع بعجلة التنمية المغربية وفق تطلعات جلالة الملك والشعب المغربي؟ لأن الصحافة سلطة قادرة قوية هي عين وعقل الأنظمة والدول..
نحن دائماً نطلق الأحكام بناء على ما نعرفه فقط، وما نعرفه ينبع من استنتاجاتنا… ولهذا كل ما نستقبله من مدح سيتعرض للتساؤل حول إذا ما كان حقيقياً أم لا، أما الانتقاد المُوجّه إلينا فسيعني أننا كنا سيئين للدرجة التي جعلت أحدهم يتحمل عناء الخروج عن العرف لينتقدنا، ولهذا مرة أخرى يكون للنقد وزنٌ أكبر من المدح.
إلا أن هذه الحرية الجوهرية هي حرية مقيدة… وعندما ينحرف دور الصحافة السامي فإن ذلك يبعدها عن مضمون شرف المهنة وقدسيتها، وغالباً ما لا يقع ممتهنو مهنة الصحافة في هذه المطبات بحكم ثقافتهم المهنية وجانبها القانوني، ولكن نفراً محدوداً مما لا تسعفه الثقافة القانونية ولا يدركون الخيط الرفيع بين النقد أو الحديث عن قضية عامة، وبين الانزلاق من خلال مقالات منشورة تفوح منها رائحة المناكفة أو التشويه للمجال الصحفي.. (أو فابور)!
فهل فعلا صحافتنا انحدرت لدور غير دورها؟
هل فعلا صحافتنا انحدرت لدور غير دورها ؟
اترك تعليقا