الألباب المغربية/ بوشعيب حمراوي
لا أحد يدرك أن المسؤولية أمانة، وأن روح المسؤولية تتجلى في الصدق والمكاشفة والتبليغ الصحيح والصافي. وأن السياسة المبنية على الكذب والتظليل لن تبني بنيانا وجسورا قوية لنهضة البلد. وأن حبال الكذب قصيرة وهشة. تضر مستقبل الوطن والمواطن وتعطل مسارات التنمية وقد تفتك بجذورها وبدراتها.
في المغرب كما في عدة دول أخرى هناك أصناف كثيرة من المعلومات التي يحصل عليها المواطن والإعلامي. وطبعا ناذرا ما نجد المعلومة الصحيحة المسوقة في آنها بمصادرها الحقيقية بطرق شفافة لكل من تعنيهم. سواء عبر منصات إعلامية تابعة لها أو عبر ممثلي الإعلام والصحافة (بدون تمييز).
هناك المعلومة (الملغومة) التي يكون بعضها أو كلها خاطئ. وتسوق أو تسرب حصريا من أجل الإطاحة بمن يصدقها ويتبناها فينشرها.
وهناك المعلومة (المزعومة) التي تسعى جهات أو كائنات بشرية لتسويقها أو تسريبها فقط على أساس أنها الحقيقة للتغطية عن المعلومات الصحيحة التي تتضمن فضائح وجرائم ما مالية أو إدارية.
وهناك المعلومة (الموهومة) التي تسرب لشغل الناس عن أمور أخرى ذات أولوية. قد تكون صحيحة أو خاطئة. لكنها تسوق للإلهاء بدون أهمية للناس أو من أجل قياس مستوى التعامل معها لجس النبض.
وهناك المعلومة (المحكومة) التي تسوق بالقياس وفق الزمان والمكان والحاجة التي يترجاها صاحبها أو الجهة المعنية. معلومة لا تعطى كاملة، أو تصاغ بطرق معينة لإيصال المضمون المراد منها. وقد لا تسوق إعلاميا في وقتها بحجج قد تكون إدارية أو قانونية أو مصلحية.
وهناك المعلومة (المرهونة)، والتي تعطى حصريا لجهة إعلامية دون غيرها. تكون رهن إشارة إعلاميين موالين لهم. يمكنونهم من السبق الصحفي . مقابل الاستفادة من منابرهم من أجل تمرير مضامين أخرى إشهارية أو مصلحية. أو مغالطات…
وهناك المعلومة (المعلومة) التي يعرفها الكل. ولا أحد يكشف عن مصدرها. والتي تكون في معظمها صحيحة. وقد تمر أسابيع وأشهر قبل اكتشاف أنها خاطئة.