الألباب المغربية/ نورالدين ودي
قدم أحد أحزاب المعارضة ممثلا في أمينه العام، إلى المحكمة الإدارية بالدارالبيضاء، بطلب يرمي إلى تجريد مستشارة منتخبة من العضوية..!! وتكون أولى جلساته في نهاية هذا الشهر، قبل دورة يناير المقبل !!، حيث أداع أغلبية العدد 18 من 24، بمكتب الضبط للمقاطعة والعمالة؛ طلب التماس جدول نقطة استقالة رئيس مقاطعتهم دون تعليل، أو ذكر أسباب ذلك، وإنما هي صلاحية قانونية خوّلت لهم القيام بها ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه على الرئيس: لما العجلة والإندفاع..!!؟ والإستعجال في طلب تجريد مستشارته من عضويتها الحزبية أو الجماعية. إن توقيعها على الملتمس (وهو من حقها القانوني)، لا يعني بتاتا إقالة الرئيس أو استقالته، وتوقيعها ليس ضد قرارات الحزب، بل قيل فقط إن الرئيس غير مؤهل لتمثيل الحزب بوصفه وحَكيه المشين على أن المجلس أو ساكنة عين السبع مهضومي الحقوق مثل الإنفصاليين، وأن أبناءه سيصبحون إرهابيون حاملو السيوف، ومعلوم أن الدولة لا تظلم الإنفصاليين البتة، بل العكس هو الصحيح؛ الانفصاليون هم الذين يريدون تجريدنا من حقوقنا، والوطن يحتضنهم وأنه غفور ورحيم !!
ولا يتهم أحد الرئيس في وطنيته ولا يُخدش منها، ولا يُرفع عليه الدعاوى القضائية، بل اعتبروها زلات وفلتات لسان وخيانة في التعبير تسيء للمجلس والساكنة..!! فقط لا يرغبون في تمثيلهم، ومنهم هذه المستشارة المذكورة !!
وكيف يعقل أن يكيل الرئيس بمكيالين، ويرفع دعوى قضائية بتجريد المستشارة المذكورة ويعتبرها خائنة وغير منضبطة، ويقبل ويرغب بتأييد مستشارتين، (وبمفهومه) خائنتين وغير منضبطتين لحزبهما !!؛ إحدهما من حزب الإستقلال وقعت مع الملتمس وسحبت إمضاءها دون ذكر أسباب تراجعها (وهنا يحق لحزبها كذلك تجريدها من عضويتها وصفتها، والأخرى من حزب آخر والتي تتمسك بالرئيس وتتسمر معه دون سواه رغم كثرة الإنتقادات والإتهامات والشبهات، التي تحوم حولها !! وسببت لها أضرارا نفسية واجتماعية!!. والأحرى أن يعي الرئيس بطلب أحزابهما؛ عزلهما وتجريدهما من صفتهما المنتخبة.
والمستشار الكيس الفطن أن ينضبط مع حزبه وهيأته أو يستقيل ويخلع ثوب لونه وطيفه. والأجدر لأمينه العام أن يجيب على الإتهامات والخروقات والتجاوزات، والتي صرح بها المنسق الإقليمي (السابق) المستقيل من حزبه !!
كذلك، الأولى للأمين العام أن يتواصل مع أمناء الأحزاب، ويتوسط لحل الخلاف وفك النزاع، كما سبق في ثلاث سنوات خلت.
كان على الرئيس أن يتريث وأن لا يؤجج الصراع والخلافات، ويراجع مواقفه مع الحكماء ، وممن تطوعوا وساندوه في الرئاسة !! ويبحث على الحلول المرضية والتشاركية والتوافقية لا العنادية الإصطدامية..
ثم لِما هذا الإذلال والحسرة على هذا الكرسي الزائل.. وأغلبهم له كارهون !!؟ والذي هو مظنة تطوع بلا مقابل، ويحسب له مشقته ومسؤوليته، وإهمال المرء لأعماله الخاصة !!
ومن الأخلاق والسلوكات النظيفة نطلب من الرئيس التنازل وسحب الدعوى ونتيجته المقبلة السلبية !!