الألباب المغربية
افتتح أمس الأحد 08 أكتوبر الجاري بمتحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا التاريخية بمراكش، معرض فني للفنان والرسام عباس صلادي تحت عنوان “صلادي، الخيميائي” بحضور ثلة من الشخصيات خاصة من عالم الفن والاقتصاد والمالية العالمية.
وعرف حفل افتتاح هذا المعرض الذي يقدم أعمالا فنية متنوعة لصلادي، حضور على الخصوص، وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كرستالينا جورجيفا، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، ووالي جهة مراكش آسفي كريم قسي لحلو، إلى جانب شخصيات أخرى.
ويتزامن هذا المعرض المنظم عشية الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري بالمدينة الحمراء، مع إعادة افتتاح متحف التراث اللامادي بعد خضوعه لأعمال إصلاح وتدعيم تم تنفيذها في وقت قياسي.
وبهذه المناسبة، قامت فتاح، وجورجيفا، والوفد المرافق لهما بجولة بمختلف مرافق هذا الفضاء المتحفي، حيث قدمت لهما شروحات مستفيضة عن هذا المتحف، وتاريخه، ودوره، ومهامه في صيانة التراث اللامادي لساحة جامع الفنا التاريخية، القلب النابض لمراكش وفي إشعاع الساحة الفنية الوطنية والجهوية ، مع التركيز على معرض عباس صلادي أحد أعلام الفن المغربي ومن أبناء ساحة جامع الفنا.
وكان من أقوى لحظات حفل افتتاح المعرض أيضا، الكشف عن اللوحات التذكارية لحميد تريكي، وجون غويتيسولي، وايموند بريون، وأوغيست كاديت .
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في تصريح للصحافة، إن المغرب ” يعد بلدا رائعا وغنيا بتنوعه وتراثه الثقافي” ، مشيدة بحفاوة الاستقبال التي أبان عنها الشعب المغربي.
من جهته، قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في تصريح مماثل، إنه ” سعيد” برؤية الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي تنطلق بالثقافة من خلال هذا المتحف الاستثنائي الذي تم تجديده بعناية بعد الزلزال.
وأكد على أن ” المستحيل ليس مغربيا “، مبديا انبهاره بهذه الروح من التضامن والتعبئة التي أبان عنها المغاربة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز قطبي أن ” معرض اليوم يحتفي بعباس صلادي، ابن جامع الفنا، وأيضا بكوكبة من الفنانين التشكيليين الآخرين الذين تركوا بصماتهم في مشهدنا الثقافي”.
للإشارة، أن إعادة افتتاح هذا المتحف تأتي رغبة من المؤسسة الوطنية للمتاحف في إعادة تنشيط العروض الثقافية والسياحية لمدينة مراكش، حيث سخرت كل الوسائل اللازمة لإتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف معرض يقدم أعمالا متنوعة لعباس صلادي تأخذ الزوار في رحلة مليئة بالخيال والأحلام.
ومن خلال هذا المعرض يغدو صلادي ، كقصاص، يروي من خلال اللون والصورة، حكايات تنقل إلى عوالم غريبة مليئة بالرموز والأشكال المثيرة للدهشة، حيث تمزج الأجساد البشرية بالنبات وكائنات أخرى من وحي خيال الفنان، بينما يستمد الإلهام من هذا المكان الأسطوري لساحة جامع الفنا.
وحسب بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف، يتفرع مسار المعرض إلى ثلاثة أقسام تعكس المراحل الثلاث التي ميزت حياة صلادي الفنية.
ويجسد القسم الأول الواقع اليومي لمحيط الفنان، والذي تكشف موضوعاته المطروحة عن سجل يمكن وصفه بأنه أسلوب ساذج. فيما يسلط القسم الثاني الضوء على انشغال صلادي بالتركيب الذي أصبح أساسيا في منهجه وسمة أساسية في عمله الفني، حيث اتضحت توجهاته وارتقت بشكل كبير معالمه، فضلا عن التأثير الشرقي للمنمنمات، وخاصة الفارسية والفرعونية، الذي يتجلى كعلامة مميزة له.
أما القسم الثالث والأخير، فيتسم بالنضج الفني حيث أصبحت أعماله تعكس بشكل كبير كل ما يخالجه من أحاسيس مضطربة وتطلعات يبقى فيها الجسد العاري مصدر اهتمام وإلهام للفنان مع كل ما يطرح هذا الموضوع من أسئلة سوسيو ثقافية داخل مجتمع محافظ.
ويشكل “صلادي، الخيميائي”، يضيف المصدر ذاته، معرضا مؤقتا يحمل رسالة أمل وحياة، ويمثل بداية سلسلة من المعارض المرتبطة دائما بساحة جامع الفنا.
ويقع متحف التراث اللامادي في المقر القديم لبنك المغرب بساحة جامع الفنا الأسطورية بالمدينة الحمراء، وتم افتتاحه في فبراير الماضي بعد سنوات عديدة من أعمال الترميم.
ويتيح المتحف للزوار فرصة اكتشاف تاريخ الساحة بالمدينة الحمراء، وتثمين الحلقة، ومختلف الفنون، وتحسيس العموم بالأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا التراث المشترك قصد الحفاظ عليه ونقله للأجيال المقبلة.