الألباب المغربية/ محمد خلاف
مع حدث اعتقال رئيس المجلس الجماعي لمدينة الفقيه بنصالح، وقرب تعويضه، وشيوع أخبار آنية مشتتة هنا وهناك عن (كاين لي بقا خاصينو غير4، وغموض حول ترشيح أعضاء جدد للرئاسة، أو مقايضة البلدية بالبرلمان مع أحدهم و…..و. مع اقتراب موعد خلافة سجين عكاشة على رأس المجلس الجماعي، بدأت تلوح كبرق في الغمائم راعد مشاهد من كلام ليل؛ وأحلام صيف؛ ومظاهر من الكوميديا السوداء؛ وأطنان الوعود العرقوبية المتشابهة؛ بين الأعضاء والمستشارين، تحالفات سرية مشتتة بكرم الكلام المعسول؛ في ملامسة ذكية بنكث مبيت؛ وعزف عن أوجاع الوطن والمدينة والمواطن وطموحاته ومعيشه؛ بعدما أدركوا خبثا أن رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب، بل في وعي الناس. وبحرفية الخداع جعلوا المواطن شبيه ضمآن ساعة الهجير باسطا يديه إلى سراب الشعارات عبر ديماغوجية التلاعب بالعواطف واستعمال النفاق والحيل؛ لكسب ثقة الجماهير التائهة مرات أخرى، وفي تشابه واستنساخ خطير للوجوه؛ إذ تبدو جميعها كأقراص الأسبرين التي كانت تقدم كعلاج لجميع الأمراض في مستشفيات المملكة زمنا؛ في بحث فظ؛ بكذب كثير هو ملح التسابق للرئاسة عند بعضهم؛ وببعض الوجوه (المقزدرة) في أقصى دركات الخسة؛ والنذالة؛ والجشع؛ والطمع؛ حيث بدأ بعضهم يمارس التزلف والتقرب من العضو والمستشار، وملاطفته؛ عبر التقبيل والأخذ بالأحضان؛ وإلقاء التحية عن عموم الناس بسخاء وحتى على الحمقى؛ والمنازل المهجورة؛ بحثا عن لقب سعادة الرئيس أو سعادة البرلماني؛ وبداية السباحة في مستنقعات الفساد الإداري والمالي؛ بنفوس يؤرقها ويقض مضجعها مقطع الحديث النبوي الشريف (اذا لم تستح فاصنع ماشئت)؛ وأغلب الظن أننا سنجد أنفسنا بالمدينة مرة أخرى أمام انتخابات سرية ساخنة بأجواء ثأرية؛ وبمعطيات جديدة في كواليس خطيرة وخيالية تكذب كل معادلات المنطق… وبسبب ذلك الاستبلاه؛ وتلك الوعود الكاذبة التي أنتجت أزمة ثقة بالمدينة بين المواطن والباحث عن منصب!!؛ حيث تراجعت معه نسب المشاركة في العملية السياسية بشكل عظيم؛ بعدما خبر الناس سوق الأحلام الإنتخابي؛ وبدت لهم أن هناك رغبات مستعرة في قضاء مصالح شخصية معلقة؛ والبحث عن مكاسب فانية؛ وشهرة بائسة؛ في ممارسات فساد فردية بدوافع ونزوات شخصية طورا؛ وضمن تفكير وتخطيط جماعي محبوك ومقصود طورا آخر؛ يدركون جيدا أن الغني لا يكون غنيا إلا من ثروة الفقير؛ وحيث علمتنا الإنتخابات بالمدينة أن الهزيمة والخيبة حالة عارضة، أما الاستسلام فهو ما يجعلها حالة دائمة؛ لذا فالتغيير وانتخاب الأصلح هو الحل لتفادي الهزيمة والتثبيط لنزوات لصوص الفرص وتجار المآسي؛ فالحياة لا تقف عند إنسان لا يستحق “لاربعا” ولا تستحقه تربتها؛ بعدما تبين لنا أن الأمطار بالمغرب؛ وبالمدينة تعري أكثر من لجن التفتيش التي زارت مدننا؛ وأن القانون لا يجرم الوعود الإنتخابية؛ فهل نستطيع قتل المسكنة والكذب والوعود العرقوبية هذه المرة ؟ بالتصويت للأحق والأجدر؛ ومتى سنكسب جميعا مصلا واقيا ضد الكذب الإنتخابي حتى لا نصاب بصدمة الهزيمة؛ فلا أحد يستطيع أن يمنعنا عن تحقيق نجاحنا إلا نحن. وإلى من له حق التصويت في اختيار الرئيس الجديد وأتمنى أن تكون لقولة هارفي فيرستين وقع البندقية في ضميره (لا تقبع في صمت ولا تقبل لنفسك أن تكون ضحية، ولا تقبل خطة أحد لحياتك بل خططها أنت بنفسك)؛ وإلى من يريد تمثيلنا أقول؛ إذا أنكرت وتنصلت من جميع التزاماتك فلماذا ستكون حياتك ؟ قال تعالى في كتابه العزيز (..وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ).