الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
تم يوم أمس السبت 09 نونبر الجاري بفاس، خلال تظاهرة ثقافية وطنية نظمت بمبادرة من جمعية فاس- سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، استحضار المحطات المشرقة واللحظات القوية والأحداث البارزة التي طبعت ملحمة المسيرة الخضراء قبل نحو 49 سنة.
وتضمنت هذه التظاهرة، التي نُظمت تخليدا للذكرى ال49 للمسيرة الخضراء، تقديم محاضرة عبارة عن شهادة حية للكاتب والإعلامي الصديق معنينو، الذي واكب بشكل مباشر هذه الملحمة الخالدة من تاريخ المغرب.
وفي هذا الصدد، تناول الإعلامي في شهادته مراحل عديدة توثق للتحضير لهذا الحدث بداية من إبداع فكرتها من طرف جلالة المغفور له الحسن الثاني، مرورا بمرحلة الإعداد والتحضير إلى غاية الإعلان الرسمي عن انطلاق المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء المغربية.
وأكد على أن نجاح هذه المحطة التاريخية البارزة، اعتمد على عنصرين أساسيين؛ الأول تمثل في السرية للإعداد لها، وثانيا الإعداد الجيد والمحكم للجانب اللوجيستي (التنقل، التغذية، التواصل…).
وأضاف معنينو، على أن يوم 6 نونبر من سنة 1975، كان يوما تاريخيا وملحمة وطنية كبيرة شارك فيها 350 ألف متطوعة ومتطوع، انطلقوا في المسيرة التي توقفت على بعد أمتار قليلة من القوات العسكرية الإسبانية التي كانت مرابطة في الصحراء المغربية.
وتابع على أن المسيرة، أثمرت في النهاية بعد أيام قليلة من تنظيمها، عقد مفاوضات بمدينة مدريد، تم فيها توقيع اتفاقية أعلنت بموجبها إسبانيا عن خروجها من الصحراء المغربية بدون إراقة أي نقطة دم واستعادة المغرب لصحرائه.
كما أشار الإعلامي إلى أن المسيرة شكلت محطة قوية لإبراز التنوع الحضاري والثقافي المغربي الغني بروافده المتنوعة، من خلال أهازيج وأناشيد وترديد أغاني محلية وإبراز الزي التقليدي لكل منطقة، حيث وقفت الوفود الصحافية الدولية العديدة على عظمة المملكة.
وتضمن برنامج التظاهرة الثقافية كذلك، لحظة وفاء واحتفاء بالإعلامي الصديق معنينو، وتوقيعا لبعض مؤلفاته الشاهدة على هذه المحطة التاريخية من ضمنها سلسلة أيام زمان، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي (14 دقيقة) تحت عنوان “شنو هي المسيرة الخضراء؟” من إنتاج المركز السينمائي المغربي سنة 2021، يوثق مراحل ومجريات هذه الملحمة الوطنية الكبيرة.
وفي كلمة افتتاحية للتظاهرة، أكد رئيس جمعية فاس- سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حسن اسليغوة، على أن المسيرة الخضراء كانت المنطق العملي الكبير في توحيد أقاليم المغرب، وربط شمال المملكة بجنوبها، ولم شمل المغاربة قاطبة تحت راية واحدة وفي ظل نظام ملكي شرعي قوي وواحد.
وأضاف أن المغرب بعد ملحمة التحرير التي قادها جلالة المغفور له محمد الخامس، التي خلصت البلاد من الاستعمار الغاشم سنة 1956، ثم الملحمة الثانية التي قادها جلالة المغفور له الحسن الثاني لتحرير الأقاليم الجنوبية، وتوحيد كل المغاربة تحت قيادته في نونبر 1975، يعيش اليوم ملحمة ثالثة تحت قيادة وارث سرهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي ستحقق قفزة اقتصادية ونهضة اجتماعية ستشمل ليس فقط المغرب بل دول إفريقيا.