الألباب المغربية – محمد عبيد
فنان، ممثل سينمائي ومسرحي ومؤلف سكيتشات إذاعية بالأمازيغية والعربية، قامة إبداعية قل نظيرها في زمن قل فيه الفن الصادق… شكل مساره الفني الذي انطلق سنة 2004 مرحلة مهمة في حياته، والتي مكنته من الانخراط في مجموعة من الأعمال السينمائية منها الدولية والمسرحيات إن بالعربية أو بالأمازيغية والأنشطة الفنية والثقافية، يرسم ويسافر من عالم لآخر بشغف… فنان متعدد المواهب، يتميز بشخصية راكمها عن تجربة مما كان لها أن تبعث عن الإعجاب والاستغراب والاندهاش، مبهر في أدائه وواثق بقدراته وبموهبته دونما غرور أو استعلاء، بابتسامته الهادئة وفنه الباذخ ودماثة أخلاقه، كيف لا ؟ وهو قد فرض وجوده من بين فئة أجود الفنانين خاصة منهم الأمازيغ… يشتغل باحترافية ومهنية فنية كبيرة وواعدة… عززها باقتحامه مجال تنشيط بالإذاعة الأمازيغية بانتاج سكيتشات…
راكم العديد من المحطات في مجاليه، إن إقليميا أو وطنيا أو دوليا… فنان ومنتج كثير العطاء قليل السعي للظهور على واجهات النشر والإعلام، سعيا منه للبصم على مشوار دون أضواء وبكل تواضع… إنه الفنان المسرحي والسينمائي والمنتج الإذاعي بالإذاعة الأمازيغية “محمد اللوزي”… الملقب فنيا ب”عمي اللوزي”.
كانت لنا فرص تتبع مشواره وكانت لنا مناسبات مجالسته، وكان دوما يتهرب عن الإشادة به أو الظهور معتبرا نفسه أنه مازال في بداية الطريق رغم ما كسبه من تجربة ومن حضور وازن في بعض المحطات الفنية والمهرجانات إن المحلية أو الدولية… فبالتالي كانت لنا معه فرصة الاستماع إليه وأخذ ورقة تعريفية فنية وتقنية عن مشواره، نسرده في هذا المقال بتسلسل للمسار ولتقريبه لجمهوره وللقراء.
وقال في جلسته معنا:
* محمد اللوزي من مواليد 1966، مزداد بجماعة بركين – عمالة جرسيف، قبل أن يستقر رسميا في أزرو منذ سنة 1986… ممثل سينمائي ومسرحي وفاعل جمعوي.. حاصل على “البطاقة المهنية للفنان”، أول مشاركة سينمائية كانت في القسم الأمازيغي يطو تيثريت(نجمة) للمجرج محمد عبازي سنة 2007 والذي بثته قنوات أمريكية وشاركت به في مهرجان الزيتونة بالجزائر حيث حصل على الميدالية الذهبية كما نال جائزة أحسن تصوير في مهرجان السينما بطنجة، وفيلم هولندي بامستردام سنة 2008, وفيلم تيلفيزيوني مغربي سنة، 2009 المخرج حسن عنجة تحت عنوان” جان جاه”، والفيلم الفرنسي”الإله والرجال” سنة 2011، ثم المشاركة في مسلسل “تريكت البطاش”للمخرج شفيق اسميحي سنة 2014، ..
هذا الى جانب المشاركة في فيلم “الوهم” للمخرج ابراهيم اشكيري 2018، وفيلم أمازيغي، “صراع الذئاب” للمخرج حميد الزياني 2018.. وفيلم “جروح” لمحمد أكساس الذي تم تصويره في أزرو، وفي حلقات سنة2022…
ومن بعدها جاءت تجارب وحضور مسرحي ما بين سنتي 2016 و2017 منها مسرحية “تفقريت” سنة 2016 للمخرجة خديجة العلوي، ومسرحية “اكلمام اريوين” سنة 2017 للمخرج محمد الدصر… طبعا هذه المشاركات والأعمال كانت قد تأتت بعد الخضوع لتكوين ميداني حيث شاركت في ورشات منها الورشة التي نظمتها خريجو المعهد الوطني للمسرح سنة 2014، فضلا عن هذه الأعمال كنت كونت عملا فكاهيا ثنائي”دُّو هْنَا!” سنة 2015 لازال جمهور الأطلس المتوسط عموما وإقليم إفران على الخصوص يستحضره بعنوانه “دو هنا!” ويتداوله في نشرات وتغريدات فايسبوكية… إلى جانب هذا العطاء كانت لي مشاركات وحضور في عدد من المهرجانات الفنية إن الإقليمية أو الوطنية… وقد كانت فرصة للتواصل مع جمهور أكبر، وشاركت في العديد من المهرجانات بدء من إقليم إفران في الدورة4 لمهرجان الأرز للفيلم القصير الذي تنظمه شبكة أرز الأطلس لتنمية المستدامة(2017)، وفي الدورة 12 للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية بگرسيف (2018)، وفي فعاليات الملتقى الرابع الأغنية الأمازيغية بالأطلس المتوسط المنظم من طرف جمعية تومليلين لرعاية الفن الأمازيغي الأصيل بأزرو (2018)، … قبل أن تتوالى المشاركات التي يطول ذكرها والتي فاقت ال20 مشاركة…
هذا دون أن أغفل ذكر مشاركتي في برنامج أمازيغي “احنا معاك” للمخرج أحمد بوعروة سنة 2022..
وبخصوص العمل الإنتاجي وأساسا التأليف بالإذاعة الأمازيغية، فارتكز على تأليف سكيتشات ومسلسلات لإمتاع المستمعين واستقطابهم لتتبع الإذاعة الأمازيغية… إذ جاء ذلك من خلال اهتمامي ومتابعتي للأنشطة السينمائية وطنيا وعربيا وعالميا.
هكذا يلوح الفنان “عمي اللوزي” في سماء الفن الأمازيغي نجما متلألأ، جاعلا من الفن وسيلة للتعبير عن جوائياته وخواطره ومواقفه..
إذ يؤمن الفنان محمد اللوزي، وله قناعة راسخة، بأن للفن قدرة كبيرة على التأثير في المحيط/الوسط الذي يُنتج فيه، وما على الفنان إلا أن يصنع الذوق من خلال فنه، لا أن ينتظر الجمهور ليصنعه، فضلا عن هذا لابد للفنان أن يكون على قدر غير يسير من الوعي والقدرة على العطاء للتواصل مع الجمهور وينفتح بروح إنسانية… خاتما جلسته معنا بالقول:” سأواصل هذا المشوار الفني بذكرياته وحكاياته، وبالحضور الوازن، ساعيا إلى إعطاء معنى للفن وللثرات الأمازيغي.
“عمي اللوزي” صاحب نكهة”دُّو هْنَا”.. مسار لحضور ولإبداع فنان أمازيغي

اترك تعليقا