الألباب المغربية/ أحمد زعيم
انعقدت اليوم الثلاثاء 21 نونبر جلسة إنتخاب رئيس، ومكتب جديدين للمجلس الجماعي للفقيه بن خلفا لمبديع المعزول، والمتابع في حالة إعتقال بسجن عكاشة بالدار البيضاء على ذمة التحقيق في قضايا الفساد المالي الإداري..
وبعد الإخفاق في التصويت لجلستين على رئيس جديد للمجلس الجماعي بين مرشح وكيل لائحة حزب الاستقلال، ومرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، عقب غياب تكتل هذا الأخير للمرة الثالثة، نظرا لللإنقسام الحاد، وعدم التوافق بينهما، وتمرد الأعضاء على الأحزاب السياسية، رغم التوجيهات للتصويت لهذا المرشح أو ذاك، والتهديدات بالمتابعة القضائية قصد الإعفاء والعزل، لكن الجلسة الثالثة ثابتة وحاسمة، والتي يتم فيها التصويت بمن حضر من المستشارين، وذلك تفعيلا لمواد القانون التنظيمي 113.14 للجماعات الترابية، والمذكرة الوزارية.
وبعد إستعمال كل الأطراف لجميع الأساليب المتاحة، والمعهودة في الانتخابات، وخصوصا اقيلم الفقيه بن صالح والتي كان يفوز بها نفس الأشخاص..
وقد أنتهت هذه الجلسة بالتصويت على مرشح حزب الاستقلال ب 17 صوتا من أصل 34 عضو، (والذين هم في الأصل 35، لكن العضو المعتقل يبقى منقوصا)، وبهذه النتيجة، وحسب القانون والمذكرة الوزارة فاز برئاسة المجلس الجماعي بالفقيه بن صالح الأصغر سنا، مرشح حزب الاستقلال، ليصبح رئيسا جديدا للمجلس الجماعي خلفا لمحمد مبديع، وبنواب جدد جاءت على الشكل التالي:
رحال المكاوي: رئيس المجلس عن حزب الاستقلال
محمد الفضالي: النائب الاول عن حزب الاستقلال
محمد سݣدال: النائب الثاني عن الحركة الشعبية
اسماء شفيق: النائبة الثالثة عن حزب الحركة الشعبية
عبد الهادي مريد: النائب الرابع عن حزب الأصالة والمعاصرة
أحمد ݣصابي: النائب الخامس عن حزب الوسط الاجتماعي
محمد البور: النائب السادس عن حزب الإتحاد الاشتراكي
صليحة رمضان: النائبة السابعة عن حزب جبهة القوى الديمقراطية
للإشارة وفي كل انتخابات هناك خاسرون ورابحون وهناك شباب ونساء يتناوبون على المناصب، أما هنا في الفقيه بن صالح من الملاحظ، وحسب تصريحات الساكنة، ومتتبعي الشأن المحلي، أن في جميع الإنتخابات المحلية والجهوية والتشريعية، يفوز نفس المرشحين لأن هناك عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية تؤثر على الإنتخابات وكذلك عزوف الشباب والفئة المثقفة عن التصويت الناتج عن فقدان الثقة بالعملية السياسية والإنتخابية وأن عامة الناس تعلم أن الترشح للانتخابات هو سباق لكسب الثروات المالية وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة. أما النسبة القليلة التي تدلي بأصواتها فيتم استغلالها عبر الوعود الكاذبة والبرامج الإنتخابية المزيفة وخروج المترشحين للتجوال وسط الأحياء والدواوير للتصافح والعناق مع العجائز والأطفال والفقراء وإعطاء الوعود الكاذبة بالإصلاح وحينها نستحضر المثل الشعبي الشائع عن الذئاب ” إذا رأيت الذئب يلحس نعجة : هذا نذير شؤم ” ، وفي غالب الأحيان تذهب الأصوات لمن يدفع أكثر كما أن ثقافة المجتمع الإنتخابية وخاصة المحلية تميل لإنتخاب إبن القبيلة أو الحي أو الدوار أو العائلة دون الإهتمام بالكفاءة والخبرة ومن تم تتبخر أحلام وآمال مرشحين كثر ويبقى مرشح القبيلة الأوفر حظا، وبدوره يصبح له الحق في التصويت لمرشح آخر بمجلس جماعي ، إقليمي أو جهوي.. حسب التوجيهات، والمصلحة الشخصية، أو الحزبية وغيرها..
في ظل هذه الثقافة المتوارثة لا تكون الإنتخابات شفافة ونزيهة ولا تخدم المصلحة العامة وهكذا تتعطل الديمقراطية والنزاهة الإنتخابية وتتعرقل تلبية حاجيات المواطنين من خدمات عمومية وتوفير شروط العيش الكريم وتصطدم طموحات الساكنة بصخرة الفساد والثقافة الانتخابية الموروث.
ونعود لاحقا لتفاصيل الاجتماع.