الألباب المغربية
تحتضن مدينة طنجة يومي 24 و25 من نونبر الجاري الدورة السابعة لمنتدى المدينة المستدامة، تحت شعار “نحو نهج متكامل للتوسع الحضري المستدام“.
وأشار بلاغ لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة (OPEMH) إلى أنه سينظم بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت ستيفتونغ (FES)، الدورة السابعة للمنتدى حول موضوع “الحركية الحضرية و التنقل المستدام”، مضيفا أن هذه الدورة تأتي تفعيلا للأدوار الدستورية للمجتمع المدني في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
وحسب البلاغ، تعتبر المدن انعكاسا للمرونة العالمية، ومع تزايد الترابط العالمي وديناميته أصبحت المجالات الحضرية تحتل مركز الصدارة كرافعة للرخاء، والمرونة والتنمية، كما أنها تشكل مناطق جذب قوية لفرص الاستثمار والابتكار، ومجالاً للاستقطاب السكاني، إذ تشير التوقعات إلى ارتفاع كبير في النمو الديمغرافي الحضري، حيث يعيش اليوم 55% من سكان العالم تقريبا في المناطق الحضرية، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة إلى نحو 70% بحلول عام 2050، وبما أن المدن هي مراكز للأنشطة الاقتصادية، وتسهم بحوالي 70% من حجم الانبعاثات العالمية، ومع استمرار نمو وتوسع المدن فإن هذه الأرقام ستستمر في الارتفاع.
ويعد النقل، وفق المصدر ذاته، عاملا أساسيا في تعزيز الربط وتسريع النمو الاقتصادي، إذ يمكن للنقل المستدام أن يعزز النمو الاقتصادي، ويحسن إمكانات الربط، ويحقق تكاملا أفضل للاقتصاد مع احترام البيئة، وتحسين العدالة الاجتماعية، ومستويات الصحة، وقدرة المدن على الصمود والتكيف.
وسجل المرصد أنه تم الاعتراف بدور النقل في التنمية المستدامة لأول مرة في قمة الأرض التي عقدتها الأمم المتحدة سنة 1992، ومع تنامي التوقعات بأن يصبح النقل على مدى العشرين سنة المقبلة القوة الدافعة وراء الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، تزايد الاهتمام الدولي بالنقل، وتم تناوله في القمة العالمية للتنمية المستدامة سنة 2002، وفي سنة 2012 في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20)، وفي سنة 2014 تم إحداث لجنة استشارية معنية بالنقل المستدام (HLAG-ST) أصدرت تقريرها وتوصياتها حول السياسات العامة المتعلقة بالنقل المستدام، وفي سنة 2016 تم تنظيم المؤتمر العالمي الأول للنقل المستدام.
كما تم تعميم النقل المستدام عبر العديد من أهداف التنمية المستدامة 2030، خاصة تلك المتعلقة بالأمن الغذائي، والصحة والطاقة والنمو الاقتصادي والبنية التحتية والمدن والمستوطنات البشرية. وتم أيضا الاعتراف بأهمية النقل في العمل المناخي، وتحقيق أهداف اتفاق باريس، بالنظر لحجم إسهاماته في الانبعاثات الدفيئة والتي تقارب ربع الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة.
وفي السياق ذاته، أبرز المرصد أنه من كل ما سبق يتضح أن مقاربة النقل والتنقل تستلزم استحضار مقاربة شمولية تتداخل فيها عوامل عدة، ومن هنا يعكف مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية على تنظيم هذا المنتدى كفرصة للتفكير في نوع المستقبل الذي نريده لمدينتنا طنجة، وكيف يمكن أن يسهم النقل في بناء مرونتها واستدامتها بمنطلق “تفكير عالمي، وعمل محلي” عبر عدد من المداخل.
ويتطرق المنتدى الى ثلاثة مواضيع، يهم الأول من بينها “النقل المستدام في صلب أهداف التنمية المستدامة ” مع استحضار أنه من الواجب العمل على أن تصبح المدن والمجالات الحضرية بصفة عامة حافزا لخيارات تنقل أنظف، وأكثر كفاءة، و ولوجة، مع تعزيز كفاءة استخدام الطاقة و” خيارات النقل الممكنة، وموازنات التنمية المستدامة”.
فيما سيهم الموضوع الثاني “أبعاد المخططات الاستراتيجية الوطنية في مقاربة النقل الحضري المستدام”، وسبل الإسقاط الترابي باعتبار أن تخطيط وإدارة النقل الحضري المستدام بالمدن يمكن أن يشكل قوة تحويلية لتسريع أهداف التنمية المستدامة، بينما الموضوع الثالث “التحديات المرتبطة بالتنقل والنقل المستدام”، وحكامة تنزيل السياسات ترابيا، ودور الجماعات الترابية.