الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
تعيش منطقة أولاد عبدون المراهنة حالة من التذمر بسبب الوضعية المقلقة لفرص الشغل في الشركات المحلية، حيث يُشتكى من هيمنة سياسة الاستغلال والتفرقة في توزيع المناصب. الشباب في المنطقة، الذين يرون في قرب هذه الشركات من محل سكناهم فرصة ذهبية لتحسين أوضاعهم المعيشية، يجدون أنفسهم أمام عراقيل غير مبررة تُجهض أحلامهم.
باتت هذه الشركات، التي يُفترض أن تكون أداة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، ساحةً للتجاذبات السياسية وتصفية الحسابات. يتم توظيف المناصب المتاحة كوسيلة ضغط سياسي، فيتم إقصاء فئة واسعة من الشباب بذريعة انتماءاتهم أو خياراتهم الانتخابية. هذه الممارسات، التي تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص، حولت حلم العمل إلى كابوس التفرقة والتمييز.
وفي الوقت الذي تُشيد فيه مجهودات المجمع الشريف للفوسفاط كنموذج ناجح في خلق فرص شغل وتحقيق التنمية المستدامة، يبقى الشباب المحلي عالقاً بين مطرقة البطالة وسندان الاستغلال السياسي. أصواتٌ بدأت تتعالى في المنطقة، ملوّحة بسياسة الاعتصامات والإضرابات كوسيلة مشروعة للمطالبة بحقهم في العمل، باعتباره حقاً دستورياً وإنسانياً لا يقبل المساومة.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستستمر هذه الوضعية؟ وهل ستتحرك الجهات الوصية لوضع حد لهذه التجاوزات وضمان حقوق الشباب في العمل دون تمييز أو تفرقة؟