الألباب المغربية/ خديجة بوشخار
صمت طويل وبعده كلام على طول سنين، ذاكرة تاريخ مدينة بني ملال يوجزها الشريف احمد شعيلة، الذي لطالما نطق لسانه بشهادات شفوية ثمينة عن تاريخ جهة بني ملال تادلة، ونقشت كلماته في مقالات العديد من الباحثين وطلاب العلم، ودونت محاوراته في صفحات مؤلفات عبد الكريم الجويطي وغيره، ممن كان الحاج أحمد شعيلة مصدر تدويناتهم ومرجع أبحاثهم..
ها هو هذا الكنز المعرفي الثمين، يستلقي جسما على حافة الصمت، دون كلام ولا حكي، غائبا عن الإحساس بسيرورة الحياة حوله، ومتمددا في سبات يكاد يوقظه صوت من حشرجة صدره المتألم الذي ينطق بآهات وأنين..
ثقل اللسان… وعجز عن الكلام، تجمدت الأطراف وعجزت عن الحراك، ولم يبق سوى صوت أنفاس تناجي ربا كريما، فرحماك يا رب بهذا العبد الضعيف، وأسفاه على أهرام الفن والتاريخ الذين أعطوا الكثير والكثير، ولم يحضوا في أوقات ضعفهم بالاهتمام والالتفاتة ولو على المستوى القليل، هذه كانت وقفة عند ذاكرة تاريخ بني ملال، الذي كان ولا يزال وسيبقى، مفخرة الفن والأدب والتاريخ في شأنك المحلي يا مدينة بني ملال! فاشهد بذلك يا تاريخ!