الألباب المغربية/ عماد وحيدال – سطات
في لقاء إعلامي هام بمقر المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمدينة سطات صباح يوم أمس الجمعة 10 يناير 2025، استعرض المندوب الإقليمي، الدكتور آيت لخضر، الوضع الوبائي المقلق لمرض الحصبة المعروف محليًا بـ”بوحمرون”. وأكد المندوب أن ارتفاع عدد الإصابات يتطلب استجابة سريعة وفعالة، خاصة في ظل الأرقام المثيرة للقلق، حيث سجل المغرب أكثر من 20 ألف حالة إصابة منذ أكتوبر 2023، و107 حالة وفاة نصفهم من الأطفال.
وفي مداخلته أمام وسائل الإعلام المحلية والوطنية ومن بينهم الألباب المغربية، أوضح الدكتور آيت لخضر: “أن مرض الحصبة يشكل تحديًا صحيًا خطيرًا بالنظر إلى قدرته العالية على الانتشار عبر الهواء أو الاتصال المباشر بإفرازات الشخص المصاب. ندعو جميع المواطنين، خصوصًا الآباء والأمهات، إلى الالتزام بتلقيح أطفالهم واستكمال الجرعات الموصى بها، لأن اللقاح يظل الوسيلة الوحيدة والآمنة للوقاية من هذا المرض القاتل. الحملة الوطنية التي أطلقتها الوزارة تهدف إلى تطويق انتشار المرض وحماية المجتمع”.
أوضح المندوب أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل بسهولة في الأماكن المزدحمة، مما يستدعي تعزيز التوعية والنظافة الشخصية. وأكد أن اللقاح ضد الحصبة يتميز بدرجة عالية من الأمان والفعالية، حيث يوفر حماية تكاد تصل إلى 100% عند استكمال الجرعات.
كما أشار الدكتور آيت لخضر إلى أن التحديات الراهنة تتطلب تعاونًا جماعيًا بين المواطنين والفرق الصحية لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح، داعيًا الأئمة والأطر التعليمية ومختلف الفاعلين المحليين إلى المساهمة في نشر التوعية.
طرحت مندوبية الصحة خطة شاملة للتواصل مع الساكنة بهدف تعزيز الوعي بأهمية التلقيح وطرق الوقاية من المرض، والتي تشمل:
* المدارس والمؤسسات التعليمية: تنظيم حملات توعية للطلبة والأطر التربوية.
* المعامل والمصانع: عقد ورش توعوية وتوزيع منشورات على العمال.
* المساجد: إشراك الأئمة في نشر رسائل صحية خلال الخطب.
* الأسواق والمقاهي: توزيع كتيبات تعريفية ووضع ملصقات توعوية.
* وسائل الإعلام المحلية: بث برامج توعوية عبر الفايسبوك واليوتوب الأكثر تتبعا للتعريف بخطورة المرض.
اختتم المندوب اللقاء بمجموعة من التوصيات، داعيًا الساكنة إلى التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض الحصبة التي تشمل الحمى، السعال، الطفح الجلدي، واحمرار العينين. كما شدد على أهمية التعاون مع الفرق الطبية لتحقيق هدف القضاء على الحصبة وبناء مجتمع صحي وآمن.
وجه الدكتور آيت لخضر نداءً مباشرًا إلى السكان: “لنحمي أنفسنا وأطفالنا من هذا المرض القاتل. التلقيح ليس فقط حماية شخصية، بل مسؤولية جماعية. فلنكن جميعًا جزءًا من الحل.”
هذا اللقاء الإعلامي يعكس جدية وزارة الصحة في التصدي لمرض الحصبة، ويضع نصب أعينها حماية المواطنين من خلال تعزيز حملات التلقيح والتوعية.