الألباب المغربية/ خالد حافظ
في خطوة نوعية نحو تأهيل المشهد الإعلامي بالصحراء المغربية، احتضن إقليم سيدي إفني دورة تكوينية متميزة نظمها مرصد الصحراء للدبلوماسية الإعلامية والسلم والتنمية، بشراكة مع معهد الجزيرة للإعلام، وذلك في إطار فعاليات المنتدى الدولي للصحافة والإعلام في نسخته الخامسة.
وقد انطلقت فعاليات هذه الدورة، التي أقيمت تحت شعار “التميز”، وسط حضور واسع للصحفيين والإعلاميين من مختلف مناطق الأقاليم الجنوبية، بهدف صقل مهاراتهم ومواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها القطاع الإعلامي.
مع انطلاق اليوم الأول، توجه المشاركون إلى المركز الثقافي بسيدي إفني، حيث انخرطوا في أربع ورشات تكوينية متخصصة، شملت: إعداد التقرير التلفزيوني، التقديم التلفزيوني، البودكاست، وإدارة غرف الأخبار.
في ورشة التقرير التلفزيوني، أبدع الإعلامي محمد البقالي في تبسيط مفاهيم إعداد التقارير، مستندًا إلى تجربة طويلة في الميدان. وقد وصفه أحد المشاركين بأنه “مدرب ملهم بتواضعه وأسلوبه العملي”، مشيرًا إلى أن الورشة كانت بمثابة حلم تحقق بعد سنوات من الانتظار.
أما ورشة التقديم التلفزيوني، فقادها الإعلامي هاشم أهل برا، الذي تميز بتقديم تدريبات ميدانية واقعية تركت أثرًا إيجابيًا لدى المشاركين. بدورهم، أكد عدد من الصحفيين أن الورشة كانت تجربة استثنائية مكنت الكثيرين من تجاوز رهبة الكاميرا وتحسين أدائهم التقديمي.
وفي جانب آخر من الدورة، ساهم الأستاذ محمد العيشي في تفكيك أسرار إدارة غرف الأخبار، مقدمًا مفاهيم معقدة بأسلوب سلس مكّن المشاركين من فهم الديناميكيات الداخلية لغرف التحرير. أما ورشة البودكاست، التي أطرّتها أمينة الصياد، فقد استقطبت اهتمامًا واسعًا بفضل تركيزها على الابتكار والتقنيات الحديثة في إعداد المحتوى الصوتي الرقمي.
وراء هذا الزخم المهني، يقف الدكتور حافظ محضار، رئيس المرصد، الذي أشرف على التخطيط والتنفيذ، بدعم من طاقم من المهنيين، بهدف الرفع من جودة الممارسة الإعلامية في الجنوب المغربي.
ورغم أن اليوم الأول ليس سوى البداية، فإن الدورة تُعد بالفعل محطة بارزة ضمن جهود النهوض بالإعلام في الصحراء المغربية. ومع استمرار البرنامج لثلاثة أيام أخرى، يترقب المتتبعون نتائج ملموسة تنعكس إيجابًا على أداء الإعلاميين بالمنطقة، بما يسهم في بناء مشهد إعلامي أكثر احترافية وتأثيرًا.