الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
تشهد مدينة خريبكة خلال السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في طبيعة بعض الأحياء السكنية، حيث برزت ظاهرة كراء المنازل لأغراض مختلفة، ما أثار نقاشاً واسعاً في الأوساط المحلية. وتتنوع الآراء حول أسباب هذه الظاهرة، بين من يربطها بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية وبين من يراها نتيجة طبيعية للتغيرات العمرانية التي تعرفها المدينة.
بالرغم من كون كراء المنازل ممارسة قانونية في أصلها، إلا أن بعض التجاوزات التي ترافقها أحياناً، تثير مخاوف السكان بشأن تأثيراتها على النسيج المجتمعي والأمني. إذ يعبر العديد من المواطنين عن قلقهم من الاستخدام غير المشروع لبعض العقارات، مما قد يؤثر على راحة الجيران ويخلق نوعاً من التوتر في الأحياء التي كانت إلى وقت قريب تتميز بالهدوء والتماسك الاجتماعي.
من جهة أخرى، يرى بعض المهتمين بالشأن المحلي أن هذه الظاهرة تعكس حاجة ملحة إلى مراجعة طرق التعامل مع سوق الإيجار، سواء من حيث تأطير العقود أو متابعة الاستعمال الفعلي للوحدات السكنية، وذلك في إطار احترام الخصوصيات الفردية مع ضمان عدم الإضرار بالمصلحة العامة.
وفي ظل هذا الوضع، يبرز دور التوعية المجتمعية كأحد الحلول الممكنة لتجنب تداعيات الظاهرة، حيث يُجمع المراقبون على أهمية نشر ثقافة الاستئجار المسؤول وتعزيز قيم المراقبة الذاتية داخل الأحياء، بعيداً عن الأحكام المسبقة أو المبالغات.
ويطرح البعض تساؤلات حول كيفية التوفيق بين حرية التصرف في الممتلكات الشخصية ومتطلبات الحفاظ على الطابع السكني لبعض المناطق، مؤكدين أن الحل الأمثل يكمن في تعزيز التواصل بين مختلف الأطراف المعنية، من سلطات محلية وسكان ومالكي العقارات، لضمان بيئة متوازنة تراعي جميع المصالح.
يبقى النقاش مفتوحاً حول هذه الظاهرة، في انتظار حلول عملية تستند إلى مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب القانونية والاجتماعية والاقتصادية، بما يحقق التوازن المنشود بين حرية الاستثمار وحماية الاستقرار المجتمعي.