الألباب المغربية/ الربي محمد أمين
عرفت زاوية سيدنا بلال تألق جمعية جدور للثقافة والفن بمدينة الصويرة تزامنا مع مهرجان كناوة الذي اختتمت فعالياته يوم الأحد المنصرم، ببرمجتها لمجموعة من السهرات الكناوية الأصيلة في مكان يعد تاريخيا بامتياز ورمز للتراث المغربي عبر عبق التاريخ.
هذا فقد اختتمت، ليلة يوم الأحد، بمقر زاوية سيدنا بلال فعاليات الحدث الثقافي، المتمثل في إحياء ليالي تراثية في الفن الكناوي طيلة أربعة أيام بالموازاة مع احتضان مدينة الصويرة للدورة 24 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم وذلك أيام 22-23-24 واختتم يوم 25 يونيو.
وحسب رئيس الجمعية، فإن جمعية جذور للفن والثقافة وبتنسيق مع الفعاليات الثقافية المحلية والغيورة على الشأن الثقافي وعلى التراث الكناوي بشكل خاص وعلى رأسهم مستشار صاحب الجلالة، اندري ازولاي، ومحمد طارق العثماني رئيس جمعية الصويرة موكادور ورئيس المجلس الجماعي، وكل من الحاج مصطفى الشاكر والحاج عبد الرحمان الناصري وزايدة كانيا وعامل صاحب الجلالة على إقليم الصويرة وباشا المدينة.
مساهمة كانت جد فعالة في إنجاح هذا الحدث النبيل الذي كان هدفه الأسمى هو تفعيل دور زاوية سيدنا بلال وضمان حقها في احتضان الأنشطة الثقافية الكناوية والليالي الروحانية التراثية، ومنح فرصة داخل هذا الصرح الثقافي للمعلمين الكناويين والفنانين الشباب الممارسين الذين لم يسعفهم الحظ بشرف المشاركة في مهرجان كناوة، تمكنوا من إحياء سهراتهم في إطارها التقليدي التراثي بزاوية كناوة حيث كان لكل مشارك شرف استدعاء معلم كضيف شرفي له في الحفل كما هو الحال مع المعلم ياسين البور والمعلم السعيد بولحيمص.
وفي سابقة، تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث تخللته العديد من المفاجآت الطيبة من جملتها مشاركة الطفلة التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات إبنة الزاوية ومدينة الصويرة “دعاء هشكر” التي تتابع دراستها التقنية في الموسيقى بمدينة أكادير تحت إشراف فنان كبير في التاكناويت حضر من أجلها خصيصا لمساندتها والإستمتاع بمشاركتها اليومية واحتكاكها مع المعلمين المشاركين.
وحسب أحمد حروز، فنان تشكيلي وكاتب مهتم بالتراث الكناوي، فإن هذه السهرات التي نظمت بزاوية سيدنا بلال فقد لقت تجاوبا وحضورا منقطع النظير، وتجاوبا من طرف الحاضرين بالزاوية لما تحمله من أجواء وطقوس كناوية وكذا التاريخ العريق الذي يتميز به مقر الزاوية وسط حضور معلمين شامخين في الفن الكناوي، ووسط أصوات الهجهوج والقراقب الذي يجسد المعنى الصحيح للكناوة الأصيلة والحقيقية الخالية من الآلات الموسيقية الدخيلة أو ما يسمى بال”فيزيون”.
وفي بادرة من جمعية جذور للفن والثقافة، بمشاركة وازنة لعائلة كينيا على رأسهم المعلم المختار والمعلم حسام والمعلم حمزة كينيا وآخرين، كانت المناسبة للدعاء بالرحمة والمغفرة للمعلمين الصويريين المتوفين الذين زينت صورهم الزاوية طيلة مدة هذا النشاط، كل باسمه وكذا الفقيدة المقدمة مليكة زوجة المعلم المرحوم محمود كينيا، آخر الملتحقات بالرفيق الأعلى، كما رفعت أكف الضراعة للمولى عز وجل والدعاء لمولانا أمير المؤمنين راعي التراث والفن والفنانين بدوام الصحة والعافية والنصر والتمكين وكافة الأسرة الملكية الشريفة.