الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
في مشهد إعلامي يعج بالتحديات والمتغيرات، يظل التكريم اعترافاً مستحقاً بمسار مهني حافل بالعطاء والتميز. واليوم، ونحن نشهد تكريم الإعلامي نورالدين فرحاتي، نجد أنفسنا أمام نموذج مشرف للإعلامي المثقف، الذي استطاع عبر سنوات من العمل الجاد أن يترك بصمة واضحة في المشهد الإعلامي والثقافي والفني.
نورالدين ليس مجرد اسم في قائمة الإعلاميين، بل هو شخصية فريدة، جمعت بين الفكر العميق والثقافة الواسعة والحس الفني المرهف. فمن خلال مسيرته، لم يكن الإعلام بالنسبة له مجرد مهنة، بل رسالة سامية تحمل في طياتها قيم النزاهة والموضوعية والالتزام بقضايا المجتمع. فأسلوبه في التناول الإعلامي، الذي يجمع بين التحليل الرصين والسرد السلس، جعله يحظى باحترام كبير بين زملائه وبين مختلف الأوساط التي تعامل معها.
من خلال مقالاته وتحقيقاته وبرامجه، كان نورالدين صوتاً للمهمشين، ومرآة تعكس قضايا المجتمع بأسلوب احترافي يجمع بين العمق والبساطة، بعيداً عن الإثارة المجانية أو السعي وراء الأضواء. لم يكن الإعلامي الذي يسعى للشهرة بقدر ما كان باحثاً عن الحقيقة، مستعداً للغوص في أدق التفاصيل لكشف الحقائق وإيصال صوت من لا صوت لهم.
التكريم الذي ناله اليوم هو محطة أخرى في مشواره الحافل، ودليل على أن الجهود المبذولة والإصرار على تقديم إعلام راقٍ لا يضيعان هباءً. إنه تقدير لمثابرته وإخلاصه في العمل، واعترافٌ بقدراته الفكرية التي جعلته مرجعاً يُقتدى به. كما أن هذا التكريم يحمل في طياته رسالة لكل إعلامي شاب بأن الالتزام بالمبادئ والبحث عن الجودة هما الطريق الأنجح للوصول إلى القمة.