الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
“أولاد الفشوش”، مصطلح باللهجة العامية المغربية، معناه، تغنج وتدلل أبناء الطبقة البرجوازية، الذين يتواكلون على مناصب وثراء عائلاتهم، لكن آفة تهورهم الزائد ومواجهاتهم مع باقي أبناء الشعب والأجانب، تؤدي بهم أن يكونوا دائما محط تنديدات شديدة، وانتقادات واسعة.
هذه الفئة، من بينهم أبناء وزراء، وأعيان، ورجال أعمال، يستغلون جاه وسلطة أهلهم، ليخالفوا القانون، ويتسببون في جرائم مروعة كالعنف الجنسي، جراء تهورهم الغير المسؤول.
وفي سياق متصل، تمكنت الشرطة القضائية من توقيف ثلاثة متهمين ينحدرون من عائلات ميسورة، وفي نفس الوقت هم أبناء رجال أعمال بارزين “باطرونات” في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، وذلك بسبب اتهامات خطيرة تتعلق باغتصاب جماعي وتعذيب محامية فرنسية متدربة (ف.س)، كانت بمعية خطيبها المغربي، الأخير الذي تم احتجازه هو الآخر في غرفة والاعتداء عليه وعليها.
علاقة بالموضوع، الأبحاث الميدانية المعمق، كشفت أن الواقعة المذكورة تمت في الأيام القليلة الماضية، بمنطقة عين الدياب وسط مدينة الدار البيضاء، خلال حفل خاص حضره نخبة من رجال الأعمال والمشاهير، بحيث تحول هذا الجمع الماجن إلى شجارات كلامية بين الحاضرين، ليتم بعدها احتجاز خطيب المحامية الضحية داخل غرفة، وضربه بعنف والاعتداء على المحامية، حسب مصادر صحفية وطنية.
وفي هذا الصدد، تقدم الضحيتان (المحامية وخطيبها)، بتقديم شكوى لدى السلطات المختصة، أكدا من خلالها تخدير المحامية الفرنسية والاعتداء عليها، خصوصا بعدما أثبتت التحاليل التي خضعت لها تعرضها للتخدير والاغتصاب.
وحين عودتها لبلدها، صرحت المحامية الضحية في محضر استماع، أمام عناصر الدائرة الثالثة للشرطة القضائية بالعاصمة الفرنسية باريس، قائلة: “أنها خائفة من المتهم الرئيسي الأول (ك. ب)”.
وأضافت الضحية المشار إليها، متحدثة: “أنها استيقظت عقب سهرة باذخة أقيمت بفيلا المتهم الرئيسي سالف الذكر، وهي تشعر كأنها تحت تأثير تخدير عام”
وأوردت خلال تصريحها: “كنت فاقدة الإحساس وكأنني خارج جسدي، واستمرت هذه الحالة حتى حوالي الساعة 5 مساء، حيث أجريت حوالي الساعة 5:30 مساء اختبار البول لفحص السموم، وهناك بدأت أشعر بألم حقيقي وعدم راحة، لم يكن الأمر مجرد حرقان عند التبول، كنت أشعر بألم في منطقة الأعضاء التناسلية، وعند ذاك بدأت أدرك ما حدث. لكن قبل ذلك لم أكن أشك في أي شيء، ولم أكن قادرة على فهم ما حدث”.
للتذكير، أن المحامية تتواجد حاليا في فرنسا، بسبب التزاماتها المهنية، في انتظار رجوعها للمغرب للإدلاء بتفاصيل الحادث، ومواجهتها مع المشتبه فيهم.
هذا التسيب المرفوض قانونا، أبطاله “أولاد الفشوش”، المتواجدين في كل مكان خاصة في المدن الكبرى كالدار البيضاء، والرباط، ومراكش، الذين يستفيدون، من سلطة أباءهم المادية والمعنوية، من خلال مناصبهم، في عالم السياسة والمال والأعمال، لكي يمارسوا القوة، والشطط كما يحلوا لهم، لذا يجب ردعهم، والتعامل معهم بمنطق القانون، الذي يجب أن يسري على الجميع.
وحسب المختصين في علم النفس والاجتماع، فإن الشخص الأناني، الذي لا يهتم، إلا بمصلحته الشخصية، و لا يعير اعتبارا للغير، قد يكون لنشأته، في ظل ظروف اجتماعية، دور داعم لهذه النزعة لديه، أما سلوكيات التبخيس والتقليل، من شأن الغير، وبخاصة، عندما يكون هذا الغير، من طبقات اجتماعية أقل مستوى، من الناحية الفئوية، فهذا الاستصغار واحتقار الغير، هي سلوكيات، تلتصق بالنمط النرجسي، هذه الاخلاقيات الأنانية، مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية، من حيت التساهل التربوي، في أدوار مسؤولية الآباء، وحماية الأسرة الزائدة للطفل، وهي الحماية التي تمتد إلى مختلف مناحي الحياة اليومية، حتى ينعدم لدى هذا الشخص، الوعي الكافي للتمييز، بين ماله وما عليه.
(*) سكرتير التحرير