بلال الفاضلي
أقلام سال مدادها كثيرا وجرى على صفحات الأبحاث مجرى الدم في العروق، عندما تتحدث عن الجماعة الترابية ل”تمكروت” يتبادر إلى ذهنك لأول وهلة اسمها الأمازيغي وتعني الآخرة، لا أريد الغوص في كنة الحقيقة التاريخية لهذا الصرح التاريخي الذي صنع تاريخ المغرب، حيث قال أحدهم، لولا ثلاث زوايا لذهب العلم من المغرب، ومن بينهم “تامكروت”.
ما جعلني أنبش في التاريخ، ما آلت إليه وضعية هذه القرية التاريخية بامتياز، أقدم جماعة على مستوى إقليم زاكورة ضمن جهة درعة تافيلالت، قد أخجل في بعض الأحيان في تناول أبسط الأشياء والتي قد تعتبر مفتاح اليأس الذي ينتاب جسمها ويسبب لها عاهة مستديمة، هذه الأخيرة لا تتوفر على وسيلة لنقل نفاياتها، بل لم يفكر مجلسها حتى في مساعدة “الشقيري” الذي يكد ويجتهد ويواصل الليل بالنهار بحماره وعربته المجرورة في حمل أزبال الساكنة مقابل دريهمات، بحيث يعمل في ظروف مزرية في حين أن شاحنة تظل مركونة بمرآب الجماعة، ولم يفكر المجلس في استغلالها لهذا الغرض، ناهيك عن آليات أخرى اقتنيت من المال العام، بحيث تضررت بشدة أشعة الشمس الحارقة والارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وفي سياق متصل، أن مقر الجماعة المذكورة، عبارة عن مقبرة لآليات عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة، فحسب علمي وما تعلمته من أبجديات سياسة المجالس الجماعية التي تحملت مسؤولية الشأن المحلي، أجزم أن “تمكروت” لم تشهد مجلسا أسدى إليها معروفا.
هذه المجالس الجماعية وأعضائها، كأنما على رؤوسهم الطير، لا إنجازات تذكر، فالتنمية المحلية عبارة عن مفاهيم في قاموس ساكنة الجماعة، بعيدون كل البعد عن العمل الجماعي.
وفي هذا الصدد، سأتطرق ولو بعجالة إلى موظفيها يترقون كلمح البصر، فهناك أجورا قد اخجل من ذكرها مبالغ فيها، موظفون بهذه الجماعة قد يأتون عن طريق السياسة الريعية، صفقات مشبوهة تتمخض عنها وظائف، فلان من جهة الرئيس وعلان من جهة ذاك وذاك، وفي الأخير لا هذا ولا ذاك، فالطامة الكبرى لا سياسة ولا تنمية، جماعة “غادية بالفاتحة”.