المصطفى العياش
جرى يوم الأربعاء 10 ماي بفيينا، انتخاب المغرب لرئاسة الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، وانتخب مجلس الهيئة البروفيسور جلال التوفيق رئيسا لهذا الجهاز المكلف بتتبع تنفيذ اتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بمراقبة المخدرات.
ويعد جلال التوفيق الذي حل محل الخبيرة الهندية جاكيت بافاديا، عضوا في الجهاز منذ 2015. وأعيد انتخابه لولاية ثانية خلال الانتخابات التي نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في 7 ماي 2019.
ويشكل انتخاب المغرب لرئاسة هذا الجهاز الأممي الرفيع اعترافا بالإسهام الجوهري للمغرب في النقاش الدولي حول تفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمراقبة المخدرات، ومرافعته من أجل تقوية التعاون شبه الإقليمي والإقليمي والدولي، وكذا مبادراته في إطار الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة آفة المخدرات.
ويضم الجهاز الدولي لمراقبة المخدرات 13 عضوا، يتم انتخابهم من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة 5 سنوات. وينتخب 10 أعضاء من قائمة من الشخصيات المعينة من الحكومات، بينما ينتخب 3 من قائمة شخصيات معينة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وينشر الجهاز الأممي سنويا تقريرا يقترح دراسة مفصلة للوضع في مجال مراقبة المخدرات عبر العالم، يتم خلاله تحليل المعطيات المقدمة من طرف الحكومات والهيئات الأممية ومنظمات دولية أخرى، من أجل السهر على تنفيذ بنود الاتفاقيات الدولية واقتراح آليات زجرية. فانتخاب المغرب، عضوا في لجنة المخدرات (الهيئة المركزية الأممية لاتخاذ القرار بشأن المخدرات) جاء تأكيدا لاختيار المغرب فيما يتعلق بالاستخدامات القانونية للقنب الهندي، الطبية والتجميلية والصناعية، من خلال مصادقة البرلمان، في يونيو 2021، على القانون رقم 13.21.
وتشمل مهام لجنة المخدرات تحليل وضع المخدرات في العالم، من خلال دراسة القضايا المترابطة، للوقاية من التعاطي المفرط لها، وإعادة تأهيل متعاطيها، وتوريدها والاتجار بها. كما تعمل على مراقبة تطبيق المعاهدات الدولية المتعلقة بمراقبتها، وتتخذ القرارات بشأن كافة القضايا المتصلة بذلك، بالإضافة إلى تعزيز المبادرات المتخذة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لتسريع تنفيذ الالتزامات الرامية إلى معالجة هذه المشكلة العالمية ومكافحتها.
يذكر أن الجهاز الدولي لمراقبة المخدرات هيئة مستقلة للخبراء يتمتع بوضع شبه قضائي، أحدث بموجب الاتفاقية حول المؤثرات العقلية سنة 1961.
يذكر أن جلال توفيق هو طبيب نفسي أخصائي في الأمراض النفسية، شغل مدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بسلا وأستاذ الطب النفسي في كلية الطب في الرباط.
كما شغل عدة مناصب استشارية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق البحر المتوسط، ووكالات دولية وأممية أخرى والمعهد الوطني لتعاطي المخدرات بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وله عدة مؤلفات في مجال الطب النفسي ومشاكل إساءة استعمال العقاقير الطبية والمخدرات والكحوليات، وهو أيضًا رئيس للمركز الوطني للوقاية والعلاج والبحث في الإدمان، ومدير المرصد الوطني المغربي للمخدرات والإدمان.