الألباب المغربية / مصطفى طه
تكررت عملية السطو على التراث المغربي من طرف نظام الكابرانات، الأخير الذي صار موضوعا للتنكيت على شبكات العالم الأزرق.
وفي هذا الصدد، تمكن المغرب إفشال محاولة سطو جزائري على التراث غير المادي المغربي، ويتعلق الأمر بمحاولة الجزائر إدخال صورة لقفطان النطع المغربي في ملف يخص زي جزائري، وهو ما دفع السفير المغربي لدى منظمة اليونسكو، سمير الدهر إلى تقديم اعتراض على هذا الأمر.
ولأول مرة في تاريخ اليونيسكو، فإن اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي، اعتمدت اعتراض المغرب، وقررت سحب صورة القفطان المغربي من الملف الجزائري، عقب احتجاج رسمي للوفد المغربي، والذي كان بالدلائل حيث أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبتنسيق مع المندوبية الدائمة للمغرب لدى اليونسكو، قامت بتجميع معطيات تهم القفطان المغربي، والحصول على معلومات حول الصورة المستعملة وأصلها المغربي.
علاقة بالموضوع، هذا القرار الذي يرفض إدخال صورة القفطان المغربي في ملف الجزائر نظرا لكونه لا يحترم حقوق الملكية الفكرية تكون اليونيسكو، قد أقرت بسرقة جديدة للجزائر للتراث المغربي وهي ليست المرة الأولى.
ويشار إلى أن وزارة الثقافة اشتغلت على الحد من السطو الجزائري على التراث سواء عبر اليونيسكو أو المكتب العالمي للملكية الفكرية.
حري بالذكر، أن عبد الحكيم قرمان، رئيس الائتلاف المغربي للملكية الفكرية، صرح في الأشهر القليلة الماضية لأحد المنابر الإعلامية الوطنية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يتم تنظيمه في 26 أبريل من كل سنة، أكد عن وجود مخاطر جمة تتهدد هذا الرصيد والمنجز المغربيين، وتهدد في العمق الموروث الثقافي المغربي.
ومن بين هذه المخاطر يوضح المصدر، أن: “العديد من الجهات، خاصة في جوار المغرب، أي الجزائر، تسعى في السنوات الأخيرة وبشكل ممنهج للسطو على هذا الموروث، إذ أصبح الأمر سياسة وتوجها واضحا للدولة الجزائرية التي تقود محاولات لافتكاك مكونات الموروث الثقافي الفني والحضاري والمعماري المغربي الممتدة في الحقب والعصور، عبر تزوير الحقائق والتاريخ”.
وتابع رئيس الائتلاف سالف الذكر، أن: “هذا الخطر أصعب بكثير من المخاطر التقليدية المرتبطة بالقرصنة وغيرها”، مشددا على ضرورة “تضافر جهود الدولة والمؤسسات الرسمية والقطاعات الوزارية المعنية، وفعاليات المجتمع المدني المهتمة، وكذا الباحثين وأهل المهارات والخبرات، ووضع إستراتيجية للترافع الوطني حول تحصين وتوثيق وتثمين الرصيد الثقافي لبلادنا”.