الألباب المغربية/عماد وحيدال
في إطار جهوده المتواصلة لتعزيز جودة التعليم والتدريب في القطاع الصحي، نظّم المعهد العالي لعلوم الصحة بمدينة سطات، حدثًا مميزًا داخل مدرج المعهد، حضره عبد اللطيف مكرم، رئيس جامعة الحسن الأول، إلى جانب نخبة من الأساتذة البارزين والطلبة المتحمسين. وقد شهد الحدث إطلاق سلسلة من الأنشطة والورشات التدريبية المعتمدة على تقنية المحاكاة الطبية الحديثة.
في كلمته الافتتاحية، أعرب عبد اللطيف مكرم عن فخره بالمبادرة التي أطلقها المعهد العالي لعلوم الصحة، مؤكدًا أنها خطوة استراتيجية نحو النهوض بجودة التكوين في مجال الطب والرعاية الصحية، وأشار إلى أهمية تقنية المحاكاة الطبية في بناء كوادر صحية قادرة على التعامل مع الحالات الحرجة بكفاءة وثقة، وأن المحاكاة الطبية تمثل أحد الأدوات الأكثر فعالية في تعليم وتدريب الأطباء والممرضين. وبهذا البرنامج، نؤكد التزامنا بتوفير بيئة تعليمية رائدة قادرة على مواكبة التطورات العالمية في المجال الصحي.
في مداخلة معبرة، عبّرت الطالبة فاطمة الزهراء العلمي، ممثلة الطلبة في المعهد، عن امتنانها لإطلاق هذا البرنامج، مؤكدةً أن تقنية المحاكاة الطبية توفر فرصة فريدة للطلبة للتدرب على سيناريوهات واقعية تحاكي الحالات الطارئة. وقالت:
“نشعر بالامتنان لهذه الفرصة التي تجعلنا نكتسب خبرة عملية ومهارات تساعدنا على تقديم خدمات صحية متميزة مستقبلاً. هذا البرنامج يعزز ثقتنا بأنفسنا ويؤهلنا لمواجهة التحديات الحقيقية في الميدان.”
وقد أثرت الحدث مداخلات الأساتذة الضيوف الذين حضروا من مختلف المدن المغربية، الأستاذ محمد موهاوي من كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء أشاد بالمستوى العالي للتجهيزات والبرامج التدريبية التي يتوفر عليها المعهد، مؤكداً أن هذا النوع من التكوين يُعدّ مستقبل التعليم الطبي.
من جهتها، أشارت الأستاذة أمينة بركات من كلية الطب والصيدلة بالرباط إلى أن المحاكاة الطبية تتيح فرصة ثمينة لتطوير المهارات اللينة، مثل التواصل الفعّال مع المرضى، والتي لا تقل أهمية عن المهارات التقنية.
المعهد العالي لعلوم الصحة مجهّز بأحدث الدمى الطبية عالية الدقة وبرمجيات متطورة تتيح إعادة إنشاء سيناريوهات طبية دقيقة. كما أكد منظمو البرنامج أن هذه المبادرة تأتي بشراكة مع مؤسسات دولية متخصصة، مما يضمن مواكبة التدريب للمعايير العالمية.
في ختام الحدث، شدد مدير المعهد على أن هذه المبادرة ليست سوى البداية، حيث يطمح المعهد إلى توسيع نطاق تقنية المحاكاة الطبية لتشمل مختلف التخصصات الصحية وتوفير التدريب للمهنيين العاملين في الميدان، بما يساهم في تطوير نظام صحي قوي وفعّال.
بهذه المبادرة، يؤكد المعهد العالي لعلوم الصحة مجددًا ريادته في الابتكار التعليمي والتزامه بتطوير كفاءات صحية قادرة على تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.