الألباب المغربية
ينظم رواق جامعة الحسن الثاني ـ الدار البيضاء، ومركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والاستراتيجية بمناسبة الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يوم الأحد 22 ماي 2024، بقاعة “حوار” بالمعرض الدولي للكتاب، الرباط، محاضرة ثقافية وعلمية محورها: “المبادرة الملكية الأطلسية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي”وهي تيمة بارزة لها راهنيتها وآفاقها الحالية والمستقبلية يقدمها وزير الشباب والثقافة والتواصل سابقا في حكومة صاحب الجلالة والجامعي الأستاذ حسن عبيابة، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والاستراتيجية.
يأتي اختيار هذا المحور في هذه الظرفية لمواكبة التوجهات والمشاريع الاستراتيجية الكبرى للمملكة المغربية نموذج ربط بلدان الساحل بالمنافذ البحرية المغربية وخاصة ميناء الداخلة الأطلسي، الإطار المؤسسي للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلنطي، واستراتيجية خط أنابيب الغاز بين المغرب – نيجيريا، تم تنويع المعابر البرية مع إفريقيا وبناء أسطول تجاري بحري وطني، تنزيلا للمبادرة الملكية الأطلسية التي يقودها الملك محمد السادس نصره الله تحقيقا للتنمية المشتركة للقارة الافريقية، ولتحويل الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي.
وللإشارة المبادرة الملكية الأطلسية، حظيت بإشادة دولية واسعة، كونها أضافت أربع دول حبيسة، بمساحة شاسعة وموارد بشرية وثروات طبيعية هامة إلى مبادرة الدول المطلة على المحيط الأطلنطي. هذه الإشادة ترجمتها ردود داعمة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحادالأوروبي والدول الإفريقية ودول الخليج ومؤسسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وانخرطت فيها عمليا بلدان الساحل المعنية، خاصة أنها تعد الحل الوحيد لمحاربة الإرهاب عبرالتنمية، والهدف الأساسي من المبادرة يبقى اقتصاديا في المقام الأول لجذب الاستثمارات الدولية خدمة الاستقرار وازدهار الشعوب المعنية، لكون إفريقيا مطالبة بالتعامل مع مرحلة “ما بعد الغرب وما بعد الحداثة” إذ يحيل الوضع الجيو استراتيجي الجديد على نهاية المركزية الغربية وتعدد الأقطاب الدولية وفرصة لتغيير وحضور بوصلة ميزان القوة من الشمال إلى الجنوب، نحو تشكيل “حلف/تكتل الجنوب الأطلسي” المشروع الذي أصبح مطلبا استراتيجيا أكثر من أي و قت مضى، خاصة إذا تمت تقوية العالقات الإفريقية – الأمريكية الجنوبية.
في هذا الإطار تعد المبادرة الملكية الأطلسية تأكيدا متجددا على عراقة ورسوخ وتجدر العلاقات التاريخية والثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية بين المغرب ودول الساحل وغرب إفريقيا، كما أنها تمثل مدخلا جديدا ونوعيا من أجل حل نهائي ودائم لقضية الوحدة الترابية الوطنية وجعل الصحراء المغربية منارة للتنمية الاقتصادية المشتركة، وقاطرة الانبعاث إفريقيا جديدة مستقرة ومزدهرة وذات سيادة.
هي محاضرة تنخرط في الأسئلة الاستراتيجية للمرحلة وتعدنا بمخرجاتها وتوصياتها العلمية، لذا نعتبرها حدثا ثقافيا وعلميا بارزا خلال الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب.