الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
في زوايا الأزقة المظلمة، وفي الساحات الخلفية للمدن، وفي أماكن لم تكن يومًا مأهولة بالخطر، تنتشر المخدرات كالنار في الهشيم، تلتهم أحلام الشباب، وتحولهم من طاقات حيوية إلى أجساد خاوية تبحث عن جرعة جديدة تنسيها ألم الواقع. شباب في مقتبل العمر، بالكاد بدأوا في رسم ملامح مستقبلهم، يجدون أنفسهم فجأة أسرى لمادة بيضاء أو مسحوق قاتم أو حبة صغيرة تُغير إدراكهم للحياة، ليصبحوا مجرد ظلال لأنفسهم السابقة.
لم يعد الإدمان حكرًا على فئة معينة، ولم يعد الأمر مجرد “تجربة” عابرة، بل صار كابوسًا يهدد أجيالًا بأكملها. فمع غياب التوجيه الأسري، وانعدام الوعي، والضغط المجتمعي المتزايد، باتت المخدرات الملاذ السهل للهروب من واقع صعب. البعض يجد فيها مهربًا من الفقر، والبعض الآخر يراها وسيلة لنسيان الألم، وهناك من يسقط فيها بدافع الفضول فقط، لكنه سرعان ما يكتشف أنها شِباك يصعب التخلص منها.
تبدأ الحكاية بسيجارة محشوة بمادة مجهولة، أو بحبة توصف بأنها “ستمنحك شعورًا لا يُنسى”، أو بجرعة صغيرة من سائل يقال إنه “سيحررك من كل همومك”، لكن في الحقيقة، ما تمنحه المخدرات ليس سوى لحظات وهم.
المخدرات.. الوهم القاتل الذي يسرق الأحلام

اترك تعليقا