الألباب المغربية/ بدر شاشا
يشكل إهدار الكهرباء في المغرب تحديًا يتطلب اهتمامًا جادًا وإجراءات عاجلة للحد من الإسراف في الموارد العامة، خاصة في ظل الضغط المتزايد على الطاقة وتأثيره على الاقتصاد والبيئة.
الصورة الملتقطة بالقرب من ثانوية محمد الخامس بالقنيطرة تكشف عن مشكلة شائعة تتمثل في اشتعال الأضواء في واضح النهار، حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر، وهو وقت لا يحتاج فيه الشارع إلى إضاءة إضافية.
هذا المشهد ليس مجرد تفصيل عابر، بل يعكس غياب المراقبة وضعف آليات إدارة الموارد. يعتبر إهدار الكهرباء، كما يظهر في مثل هذه الحالات، مؤشرًا على سوء التدبير الذي يمكن أن يثقل كاهل الميزانية العامة.
الكهرباء ليست مجرد خدمة متاحة، بل هي مصدر يعتمد عليه الجميع، وتوليدها يتطلب موارد طبيعية ومالية كبيرة، استهلاكها بشكل غير مسؤول يؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج ويضع ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية للطاقة، مما قد ينعكس سلبًا على التنمية الاقتصادية والبيئية.
إهدار الكهرباء بهذا الشكل لا يتعلق فقط بالتكاليف المالية، بل يمتد إلى التأثيرات البيئية. كل “واط” يتم إهداره يعني استنزافًا إضافيًا للموارد الطبيعية، وزيادة في انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الطاقة. في زمن أصبحت فيه قضايا البيئة وتغير المناخ تحديات عالمية، يجب أن يكون هناك وعي جماعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء والمحافظة على الموارد.
هذا المشهد يعكس أيضًا ضرورة تعزيز آليات المراقبة والصيانة في المدن المغربية. من المهم أن تكون هناك أنظمة ذكية للتحكم في الإنارة العمومية تعتمد على حساسات الضوء التي تضمن إطفاء الأضواء تلقائيًا عند عدم الحاجة إليها. كما يجب أن تكون هناك فرق متخصصة مسؤولة عن مراقبة الشبكات والإبلاغ الفوري عن أي عطل أو خلل يمكن أن يؤدي إلى إهدار الكهرباء.
المواطنون أيضًا لهم دور مهم في مواجهة مثل هذه المشاكل من خلال الإبلاغ عن الحالات المشابهة والمساهمة في نشر الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء. الكل مسؤول عن حماية الموارد العامة، وأي جهد فردي أو جماعي يمكن أن يُحدث فارقًا في هذا المجال.القنيطرة، كباقي المدن المغربية، تعيش تحديات تنموية تحتاج إلى تكاتف الجهود بين المسؤولين والمواطنين للحفاظ على الموارد وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
إهدار الكهرباء في وضح النهار هو أمر يمكن تجاوزه بسهولة من خلال تقنيات بسيطة ووعي جماعي، مما يجعل من هذه الحوادث دروسًا للتغيير والتحسين.