الألباب المغربية – مصطفى طه
أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المعين من طرف العسكر، تصريحات مثيرة للجدل، خلال حواره مع التلفزيون العمومي لبلده يوم السبت الأخير.
ولعل الرئيس الجزائري المذكور، الذي يحاول التسويق لنظامه بشتى الطرق والكذب، يعلم علم اليقين بأن شعبه يعاني الأمرين، وذلك من خلال قضاء مواطنون ساعات طوالاً في طوابير يتشاركها رجال، ونساء، وأطفال، ومسنون، من أجل ممارسة حقهم في اقتناء سلع تموينية كالخبز، والحليب، والزيت، والسكر، والطحين، والغاز، والقائمة طويلة، فضلا عن انتشار واسع لوباء الملاريا، والانهيار الكبير للدينار الجزائري.
وفي هذا الصدد، تبون، تجاهل كل هذه المعضلات الاجتماعية والاقتصادية، وأطلق العنان للسانه الطويل من خلال تصريحات تعكس تشويهاً واضحاً للتاريخ وتزويرا لما وقع من أحداث يعرفها القاصي والداني، حيث أشار إلى أن الجزائر كانت دولة مهيمنة على البحر الأبيض المتوسط قبل الاستعمار الفرنسي، وهو ما يناقض الحقائق التاريخية المعروفة لأن ما يتحدث عنه تبون هي الدولة العثمانية التي كانت تستعمر إيالة الجزائر التي كانت عبارة عن مدينة الجزائر وما يحيط بها، وليس الجزائر الحالية التي خلقها الاستعمار الفرنسي من خلال اقتطاع أراضي شاسعة من المملكة المغربية، بحيث تأتي هذه التصريحات كرد متأخر على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شكك في وجود الجزائر كأمة قبل الاستعمار.
كما ظهر واضحا اليأس في كلام تبون الواجهة المدنية لحكم العسكر، عن علاقاته مع فرنسا، حيث أُلغيت زيارته الرسمية لباريس التي طال انتظارها للمرة الثالثة خلال أقل من عامين. كما تحدث الرئيس المعين إلى موضوع بخصوص رفض انضمام الجزائر لمجموعة البريكس، واصفاً معايير القبول بالتعسفية، مما يظهر عمق الصدمة التي خلفها هذا الرفض.
أما على مستوى العلاقات مع المغرب، أعلن تبون الذي يكذب أكثر مما يتنفس، عن فرض تأشيرات على المواطنين المغاربة، مبرراً ذلك بما أسماه “شكوكاً” حول دخول جواسيس إسرائيليين إلى الجزائر بجوازات سفر مغربية. ومع غياب الأدلة، اكتفى بتقديم مبررات ضعيفة أثارت التساؤلات حول مصداقية هذه الادعاءات.