الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
تستعد مدينة خريبكة، عاصمة الفوسفاط، لاستضافة محطة جديدة ضمن مسار البناء الفيدرالي للنقابة الديمقراطية للشغل، حيث ستحتضن يوم الأحد المقبل بالمركب الثقافي محمد السادس، المؤتمر الإقليمي الذي سيجمع الشغيلة المغربية بمختلف فئاتها في قطاعيها العام والخاص.
هذا اللقاء، الذي سيُؤطره الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل ورئيس فريقها بمجلس المستشارين، يوسف إيدي، الأصغر سنًا ضمن كتاب النقابات العامة بالمغرب، يشكل لحظة حاسمة لتسليط الضوء على قضايا العمال بمدينة خريبكة، ومناقشة الملفات الكبرى التي تهم مختلف شرائح الشغيلة بالمنطقة.
خريبكة، باعتبارها معقلاً تاريخيًا للنضال العمالي، كانت ولا تزال شاهدة على محطات نضالية أفرزت أسماءً مناضلة رسخت حضور النقابة في ذاكرة الشغيلة. هذه المحطة الجديدة تأتي لتعزز هذا الإرث النضالي عبر فتح باب الحوار ومناقشة التحديات الراهنة، والتفكير في حلول مبتكرة تستجيب لتطلعات العمال والموظفين على حد سواء.
لا يمكن الحديث عن هذا اللقاء دون الإشادة بالدور الحيوي الذي لعبته النقابة الديمقراطية للشغل في الدفاع عن حقوق العمال، والذي كان نتاجًا لقيادة واعية وشخصيات نضالية كرست وقتها وجهدها لصون المكتسبات وتحقيق المزيد من التقدم. فعبر عقود من الزمن، أثبتت النقابة أنها ليست مجرد إطار تنظيمي، بل مدرسة نضالية تجمع بين الكفاءة، الصمود، والإرادة الجماعية.
ومن المرتقب أن يكون لهذا المؤتمر أثرٌ إيجابي على مسار العمل النقابي بخريبكة، عبر تجديد الثقة في قيادات تؤمن بروح التغيير البناء، ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والمهنية بالمنطقة نحو الأمام. خريبكة، التي عاشت على وقع تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، تستحق أن تظل منارة للعمل النقابي الراشد والمسؤول، وهو ما تسعى إليه الفيدرالية الديمقراطية للشغل من خلال هذا اللقاء التاريخي.
الأنظار تتجه إلى هذا الحدث المرتقب، لما يحمله من دلالات رمزية ومضامين عملية، في إطار تعزيز روح الوحدة والدفاع عن كرامة العامل المغربي.