ابراهيم فاضل
في واقعة مثيرة للاستغراب والتي تفضح الواقع المتدهور لقطاع الصحة ببلادنا، دخلت قضية تعرض مسنة للكسر بسبب الإهمال داخل مصحة خاصة وسط مدينة أكادير ، منعطفا جديدا بعدما رفض مدير المصحة، منح شهادة طبية للسيدة فاظمة، المسنة، تثبت تعرضها للكسر في يدها اليسرى داخل المصحة الخاصة، رغم قيام المصحة نفسها بعملية تجبيس يدها المكسورة، ليلة الأربعاء 19 يوليوز الجاري.
وحسب محضر المعاينة عدد 2023/477، الذي قام به مفوض قضائي لدى المحكمة الابتدائية باكادير، والذي تتوفر الجريدة على نسخة منه، فقد صرحت الدكتورة ”س” لهذا الأخير وبصفتها الطبيبة المسؤولة عن علاج المسنة، بأن الأخيرة فعلا يدها مكسورة، لكن لم تلاحظ هذا الكسر أثناء تقديمها العلاج للسيدة والتي كانت متكأة على يدها المكسورة، لكن طبيب الترويض أخبرها بان السيد فاظمة تعاني من ألم في يدها اليسرى، ليعقب عليها أحد أفراد أسرتها بأن جدته تعرضت للكسر في المصحة وان احدى المريضات في نفس الغرفة التي كانت توجد بها جدته أخبرته أن الجدة سقطت بعد نقلها إلى المرحاض وحسب نفس المحضر. وتعود تفاصل القضية الى الحالة الصحية الخطيرة التي خرجت بها الجدة، من مصحة خاصة وسط مدينة أكادير ، بعدما تبين للعائلة أن الجدة تعاني من آلام كبيرة، بعد إصابتها بكسر في اليد داخل المصحة الخاصة.
وكانت السيدة فاظمة المسنة، قد دخلت المصحة بعد أسبوع للتتبع على القلب، وغادرت المصحة بعد تسوية جميع المستحقات المادية معها، إلا أن العائلة فوجئت بأن هذه السيدة تشكو من أوجاع وآلام حادة بعد إخراجها مباشرة من المصحة الخاصة إلى المنزل.
هذا، وبعد عدم تحسن الحالة الصحية للسيدة المسنة، قام أفراد عائلتها بنقلها إلى مصحة أخرى، واثر إخضاعها لصورة بالأشعة ظهر أنها تعرضت لكسر في يدها يستوجب عملية تجبيس عاجلة، وسلمتهم تقريرا بأن السيدة المسنة فعلا تعرضت للكسر في يدها اليسرى، وهو ما دفعهم إلى التوجه إلى المصحة التي كانت فيها الجدة من قبل، وذالك ليلة الأربعاء 19 يوليوز 2023، لشرح حيثيات ما تعرضت له السيدة من طرف مجهول”ة”، يعمل بالمصحة المذكورة، وكذا الإهمال الطبي وتستر الكسر بواسطة ضمادات الجروح الأولية، رغم أنه من الضروري الحصول على العلاج الصحيح للكسر في الوقت المناسب خصوصا عند كبار السن نظرا لهشاشة عظامهم، كما يوصي الأطباء في أغلب الحالات بالعلاج السريع، وفي أقرب وقت ممكن من أجل تقليل فرص حدوث المضاعفات لدى المريض.
وتطالب عائلة المسنة التي تعرضت للكسر من وزير الصحة، فتح بحثا دقيق في الحادث، والضغط على إدارة المصحة الخاصة كي تمنح للسيدة فاظمة الشهادة الطبية التي تعتبر حقا من حقوق المواطن، المريض أو ضحية اعتداء أو حادث ما، لأنها تعتبر وثيقة أساسية تعزّز موقف صاحبها من أجل إثبات حالة أو نفيها أمام العدالة، ولكون السيدة فاظمة تعرضت للكسر مباشرة بعد نقلها للمرحاض، من طرف الأطقم العاملة بالمصحة، وقاموا بإخفاء الحادث الذي تطور إلى آلام حادة بعد مغادرة المسنة المصحة مباشرة.
وللإشارة فعائلة الضحية، كلفت محامي بهيئة المحامون باكادير، لتقديم دعوة قضائية ضد المصحة الخاصة لدى المحاكم المختصة بأكادير.