الألباب المغربية/ بدر شاشا
منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية عام 1999، شهد المغرب نقلة نوعية في مختلف المجالات، تجسيدًا لرؤية ملكية حكيمة تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. تمتد هذه الإنجازات لتشمل الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والرياضية، مما يعكس إرادة ملكية حازمة لبناء مغرب حديث ومتقدم.
- الجوانب الاجتماعية: بناء الإنسان محور التنمية
كانت التنمية الاجتماعية في صلب اهتمام جلالة الملك، حيث أطلق مبادرات كبرى لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وأبرزها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي انطلقت عام 2005. تهدف هذه المبادرة إلى محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي من خلال مشاريع تنموية مستدامة تستهدف الفئات الأكثر حاجة، مثل الشباب والنساء في المناطق القروية والمهمشة.
في مجال التعليم، تم تطوير البنية التحتية للمدارس والجامعات، مع تعزيز التعليم التقني والمهني لتأهيل الشباب لسوق العمل. وفي قطاع الصحة، شُيدت مستشفيات جديدة وأُحدثت مراكز طبية متخصصة في شتى أنحاء المملكة، مما ساهم في تحسين الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين. كما تم إطلاق مشروع التغطية الصحية الشاملة لتحقيق العدالة الصحية لجميع المغاربة، بما في ذلك الفئات الهشة.
- الجوانب البيئية: الالتزام بحماية الموارد الطبيعية
كانت القضايا البيئية محور اهتمام جلالة الملك، حيث حرص على جعل المغرب نموذجًا عالميًا في التحول نحو الطاقة النظيفة. تُعد محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية أحد أبرز الإنجازات، وهي أكبر محطة شمسية في العالم، وتساهم في تقليص اعتماد المغرب على الوقود الأحفوري.
كما تم تنفيذ برامج لإعادة التشجير وحماية التنوع البيولوجي، مع إطلاق مشاريع لمعالجة المياه العادمة وتطوير البنية التحتية للمياه لمواجهة تحديات التغير المناخي. ومن أبرز هذه المشاريع، الربط المائي بين الأحواض، الذي يهدف إلى تحقيق توزيع عادل للموارد المائية بين المناطق المختلفة.
- الجوانب الاقتصادية: تنمية مستدامة وشاملة
في المجال الاقتصادي، قاد جلالة الملك محمد السادس المغرب نحو التحول إلى اقتصاد منفتح ومتطور. تم تعزيز الاستثمار الأجنبي من خلال إحداث مناطق صناعية حرة مثل طنجة المتوسط، الذي أصبح أحد أكبر الموانئ في إفريقيا، مما جعل المغرب مركزًا لوجستيكيًا عالميًا.
كما تم تطوير البنية التحتية من خلال مشاريع ضخمة مثل القطار فائق السرعة البُراق، الذي يعد الأسرع في إفريقيا، والمشاريع الكبرى لتوسيع شبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية. وتم الاهتمام بالقطاع الفلاحي من خلال إطلاق مخطط المغرب الأخضر لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة مساهمة القطاع الفلاحي في الناتج المحلي الإجمالي.
- الجوانب الرياضية: تعزيز الرياضة كرافعة للتنمية
أولى جلالة الملك اهتمامًا كبيرًا لتطوير الرياضة بالمغرب، إدراكًا لدورها في تعزيز الوحدة الوطنية. تم بناء العديد من الملاعب والمنشآت الرياضية الحديثة مثل مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يُعد من بين الأفضل عالميًا. كما ساهمت الاستثمارات في الرياضة في تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى الدولي، مثل تأهل المنتخب المغربي لنصف نهائي كأس العالم 2022، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية.
- رؤية شاملة لمغرب الغد
إن الإنجازات التي حققها جلالة الملك محمد السادس ليست إلا جزءًا من رؤية شاملة لبناء مغرب مزدهر ومتقدم. هذه الرؤية تتجلى في مشاريعه الاجتماعية التي تستهدف الكرامة الإنسانية، ومبادراته البيئية التي ترسخ مكانة المغرب كرائد عالمي في التنمية المستدامة، ومشاريعه الاقتصادية التي تجعل من المغرب بوابة للاستثمار في إفريقيا، وجهوده الرياضية التي تعزز من روح الانتماء الوطني.مسيرة جلالة الملك محمد السادس هي نموذج يُحتذى به في القيادة الحكيمة والتخطيط المستقبلي، وهي دعوة لجميع المغاربة لمواصلة العمل الجماعي لتحقيق المزيد من النجاحات في سبيل رفعة الوطن وازدهاره.