الألباب المغربية – مصطفى طه
توندوت جماعة ترابية تابعة إداريا لإقليم ورزازات، ضمن جهة درعة تافيلالت، يبلغ تعداد سكانها أكثر من 11.000 نسمة، الجماعة المذكورة أحكمت عائلة أمكاسو السيطرة عليها منذ 1992.
وارتباطا بالموضوع فالمختار أمكاسو، رئيس المجلس الجماعي الحالي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، لم يقدم شيئا للمنطقة منذ توليه مسؤولية الشأن المحلي، عدا ما تجود به عليه السلطات الإقليمية والمحلية من مشاريع جاهزة، مكتفيا بتكرار إملاءات من يحركونه خلف الكواليس، طمعا في انتشال وضعه ولونه السياسي الذي تفرقت به السبل أشتاتا، والذي بقدر ما أبان عن كونه خارج السياق السياسي والزمني.
وفي سياق متصل، ناشدت الساكنة المحلية الجهات المعنية، بتطبيق الوعود التي سبق إطلاقها لرفع التهميش والعزلة التي تعيش على وقعها جماعة “توندوت”، داعين إلى تسريع إنجاز المشاريع ذات الأولوية بالمنطقة، وخاصة تجهيز الطرقات والإنارة العمومية، إضافة إلى خلق دينامية اقتصادية تتيح لشباب القرية الاندماج في النسيج السوسيواقتصادي للإقليم.
وفي هذا الصدد، قال مواطنون في تصريحات لجريدة “الألباب المغربية”، إن: “الرئيس الحالي أمكاسو منذ توليه مسؤولية الجماعة سنة 1992، أطلق مسلسلا من الوعود المجانية لإخراج المنطقة من العزلة القاتلة التي تعيشها، وفك العزلة عن ساكنتها من خلال تجهيز بعض خدمات القرب، إلا أن الواقع بقي على وضعيته”.
وفي هذا الإطار، شدد هؤلاء المواطنون، على إن مشكل غياب التنمية بجماعة “توندوت” يتحملها الرئيس الحالي الذي يغرد خارج السرب، مشيرين إلى أن من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت هذه المنطقة تعاني الفقر التنموي هو الحسابات السياسية؛ لأن الجماعة تسيرها عقلية القبلية، حسب تعبيرهم.
وأوضح المتحدثون ذاتهم، أن “توندوت” في حاجة إلى مسؤولين قادرين على إحداث مشاريع تنموية واجتماعية لتغيير ملامح هذه الجماعة، مبرزين أن المنطقة تعاني كل هذه المشاكل بسبب الإقصاء والتهميش المفروض عليها من طرف الجهات المسؤولة، سواء على المستوى المحلي، والإقليمي، والجهوي، والمركزي، وفق كلامهم.
وطالب هؤلاء المواطنون من عامل إقليم ورزازات، عبد الله جاحظ، أن يقوم بزيارة تفقدية للمنطقة قصد اتخاذ بعض الخطوات التنموية لمساعدة الساكنة، وتقديم الخدمات الأساسية، مؤكدين في نفس الوقت، أن: “رئيس المجلس الجماعي لتوندوت لم يستطع الوفاء بالتزاماته تجاه الساكنة”، مشددين على أن: “ساكنة القرية ضاقت ذرعا بكثرة الوعود الخاوية”، هذا من جهة.
من جهة أخرى، الإهمال التي تعيش على وقعه جماعة “توندوت”، يحتم إرسال لجنة تابعة للمفتشية العامة لوزارة الداخلية، من أجل افتحاص الوثائق الخاصة بالمشاريع التي برمجت خلال السنوات التي تحمل من خلالها المختار أمكاسو مهمة رئاسة المجلس، فضلا عن افتحاص الوثائق الخاصة بالميزانيات والتدبير الإداري، قصد إعداد تقارير مفصلة تتعلق بإدارة المجلس المذكور، بالإضافة إلى التدقيق في جوانب مالية وإدارية مختلفة في الجماعة، خاصة في تنفيذ الطلبيات العمومية، بحيث ستظهر وجود نقائص في بعض المشاريع تسببت في تعثر تنفيذ بعضها.