الألباب المغربية
اختتمت اليوم الأحد فعاليات الملتقى الأول حول الإعلام والقضايا الوطنية، الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية – الفرع الجهوي لتطوان، بمدينة شفشاون.
لكن – للأسى والأسف- الملتقى الذي كان من المفترض أن يشكل منصة لتعزيز دور الإعلام في مناقشة القضايا الوطنية، شابه حدث أثار استياء الوسط الإعلامي المحلي والإقليمي.
ففي وقت كانت النقاشات تدور حول أهمية الإعلام ودوره الوطني، تعرض مراسلان صحفيان يمثلان جريدة “الشاون بريس” و”بريس تطوان” للإقصاء والطرد من أمام مقر حفل الاختتام، بإيعاز من منسق الفعالية، هذا الأخير، وفق مصادرنا الخاصة لا يمتلك أي مؤهل علمي يؤهله لتنسيق حدث بحجم يناقش قضايا الإعلام الوطني، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسس التي تم اعتمادها في اختياره لهذه المهمة.
ورغم أن الجريدة الإلكترونية “الشاون بريس”، التي ينتمي إليها المراسلان الصحفيان المطرودان، تعد واحدة من أقدم المنابر الإعلامية الإلكترونية بالمنطقة وحاصلة على الملائمة القانونية، فإن المسؤولين عن الملتقى عمدوا إلى استثنائها من المشاركة، كما طالت سياسة الإقصاء جريدة “بريس تطوان”، ولا أدل على ذلك من ملصق الملتقى الذي تضمن شعارات جرائد حتى من خارج الجهة في حين تم التركيز على إقصاء ممنهج لشعار جريدتي ” الشاون بريس وبريس تطوان”.
وقد أثار هذا الإقصاء غضبًا واسعًا، خاصة أن رئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة، الجهة المنظمة، امتنع عن الرد على محاولات التواصل معه لتوضيح أسباب هذه الخطوة، مما يعزز الشعور بوجود نية مبيتة لإقصاء منابر إعلامية بعينها.
هذا السلوك الممنهج يتنافى مع روح النقاش الإعلامي المفتوح الذي يتطلب إشراك جميع الأصوات والمنابر دون تمييز أو إقصاء، في الوقت الذي يفترض أن يكون الملتقى منبرًا لتكريس قيم حرية الصحافة واحترام التعددية الإعلامية.
ويُعتبر استثناء جريدتي “الشاون بريس” و”بريس تطوان” من المشاركة مؤشرًا على غياب الشفافية والحيادية في تنظيم الملتقى، وهو ما يطرح تساؤلات أعمق حول مصداقية الجهات المنظمة ومدى التزامها بالقيم المهنية، كما أن أي إقصاء أو تضييق على الأصوات الإعلامية، يشكل ضربة لأسس الصحافة النزيهة والموضوعية بدون منازع.