عزيز لعويسي
بعلامة كاملة جمعت بين التقنية والتكتيك والمهارة والقتالية، تمكن المنتخب الوطني المغربي لكرة الصالات (عشية يوم الجمعة 16 يونيو 2023)، من الفوز على نظيره الكويتي في مباراة نهاية بطولة كأس العرب لكرة الصالات (السعودية 2023)، بسبعة أهداف (07) مقابل هدف وحيد (01)، ليتوج مجددا، بطلا للعرب، في مسابقة كروية، بات فيها المغرب من أقوى المدارس الكروية العالمية، وبهذا اللقب العربي المستحق أداء ونتيجة، تتعزز مكانة وقوة كرة الصالات المغربية على المستوى العالمي؛
انتصار بقدر ما يعود لنخبة من اللاعبين المهاريين والمبدعين، الذين اكتسبوا ثقافة النصر وشخصية الأبطال، بقدر ما يحمل بصمة وتوقيـع إطار وطني بقيمة هشام الدكيك، الذي حصد كل الألقاب وحطم كل الأرقام الإفريقية والعربية، ونجح بصمت، في إيصال كرة الصالات المغربية إلى العالمية، ليؤكد مرة أخرى أن المغرب يزخر بالكثير من الطاقات والكفاءات، التي تحتاج إلى الثقة والاعتبار والاحترام والاهتمام ؛
ما حققه هشام الدكيكووليداتو، ينضاف إلى ملحمة الركراكي ومنتخب النية، الذي دخل تاريخ كرة القدم العالمية من بابه الواسع، وهو يصل إلى نصف نهاية أول مونديال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما ينضاف إلى ما حققته باقي المنتخبات الوطنية لكرة القدم على مستوى الكرة النسوية ومنتخبات الشباب ومنتخب قصر القامة…، وهذه الانجازات الكروية، تكتسي أهمية بالغة، لما لها من دور في الحفاظ على ريادة كرة القدم المغربية عربيا وإفريقيا ودوليا، ومن إسهام في مواكبة ما تعيشه المملكة المغربية، من دينامية اقتصادية وتنموية وديبلوماسية وإشعاعية؛
وحتى نكون منصفين، فما تحقق من إشعاع كروي في السنوات الأخيرة، سيدخل في خزانة الجامعة الملكية لكرة القدم، وفي سجل منجزات رئيسها فوزي لقجع، لكن ومهما أسهبنا في الكتابة أو حاولنا الاستمرار في استعراض الكلمات، لا يمكن إلا الاعتراف، أن ما تعيشه كرة القدم المغربية، ما كان له أن يتحقق على أرض الواقع، لولا العناية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس أيده الله، يوليها للكرة الوطنية، بناء على ما أطلقه من مشاريع كروية رائدة عالميا، في مقدمتها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، الذي بات مرآة عاكسة لمملكة تتحرك وتنهض،
وفي الختام، بقدر ما ننوه بما حققته وتحققه كرة القدم الوطنية من منجزات وإشعاع، بقدر ما نوجه البوصلة كاملة، نحو الركـود الذي تعيشه عدة رياضات، في مقدمتها ألعاب القوى التي أنجبت في سنوات المجد والبهاء الأسطورة سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد السكاح وجواد غريب، وابراهيم بوطيب ونزهة بيدوان وهشام الكروج وغير ذلك من الأسماء التي سطعت في سماء ألعاب القوى المغربية، وقد آن الأوان، لبلوة خطة رياضية وطنية، قـادرة على إحداث نهضة رياضية كروية، قادرة على مواكبة مسيرة البناء والنماء، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بسداد وحكمة وتبصـر …؛
أما الجامعة الملكية لكرة القدم، فهي مدعوة للحفاظ على توهج كرة الصالات المغربية، عبر إرساء بنيات رياضية داعمة لهذا التخصص الكروي، والنهوض بمنظومة التكوين والتأطير، والدفع في اتجاه تطوير واقع الممارسة على مستوى الأندية، وفي خلق بطولة وطنية أكثر تنافسية، قـادرة على صناعة أسود لا تعرف إلا الزئيــر … هنيئا أسود الصالات .. هنيئا أسود العرب.. هنيئا هشام الدكيك.. هنيئا أيها الساحر الصامت..