الألباب المغربية/ محمد عبيد
استوقفتني ذاكرتي عن بعض حالات ومشاهد من كواليس مهرجانات إفران، أذكر منها هذه الطريقة المسجلة في مهرجان تورتيت، ذلك انه عقب إحدى الدورات كان أن توصل كل من حميد القصري ومجموعة الفايف ستار بشيكين قيمة كل واحد 30 ألفا درهما نظير مشاركتهما بالمهرجان، ولما دفعوه في حسابهم لم يجدوا مأونة، فاتصل القصري ورئيس الفايس ستار بمدير المهرجان يخبرانه بالموضوع.. هذا الأخير الذي قام بالاتصال بالمسؤول عن مالية المهرجان لمعرفة سبب هذا المشكل؟!.. فطلب منه المسؤول العمل على تطييب خاطر الفنانين المعنيين، ومنحهما له اجل اسبوع التسوية المشكل، ريثما يتوصل بدعم وزارة الداخلية (50 مليون سنتيما)… بالفعل أخبر مدير المهرجان الفنانين بالموضوع، فتفهما الأمر.. بعد أسبوع عادا الى دفع الشيكين مرة ثانية فكان نفس المصير حساب دون مأونة.. وعاودا الاتصال بمدير المهرجان، فحدد معهما موعدا بالربا ليحصل اللقاءالموعود، أخذ مدير المهرجان الشيكين ومعهما تقرير البنك، ومنح شيكا خاصا به لكل واحد منهما… وبعد ذلك انتقل مباشرة إلى إفران فطلب لقاء العاملكريم قاسي لحلو.. بعد حديث مطول أخبره ان هناك مشكلا في تسديد أتعاب الفنانين وبعضهم وجد حساب الجمعية فارغا… لم يصدق العامل كريم قسي لحلو الأمر، فتسلم الشيكين مع تقرير البنك.. حمل سماعة الهاتف اتصل مباشرة بالمسؤول عن مالية المهرجان، فوبخه… وقال له من هنا 48 ساعة مدير المهرجان يكونوا عندو فلوسو!.. بالفعل بعد 48 ساعة جرى تحويل ال6 ملايين في حساب مدير المهرجان..
إنها طريفة تكشف نموذجا عن غيض من فيض مما يحاك ويدبر في أمور صرف ميزانيات المهرجانات سواء من الجمعيات او من الجهات المسؤولة عن المهرجانات؟…
ما علينا، لندخل في موضوع ماذا كان جرى قبيل الدورة الأولى لمهرجان إفران مع حلول العامل عبدالحميد المزيد، إذ في غفلة من مكونات المجتمع المدني والفعاليات الإقليمية بمختلف مهامها واهتماماتها كان أن انتشر قبيل فصل صيف 2016 خبر احتضان مدينة إفران للدورة الأولى للمهرجان الدولي في الفترة مابين 15و17يوليوز 2016.. وخلف ذاك الإعلان المستتر لهذا المهرجان دون إشراك فعاليات المدينة وغيرها بل حتى الصحافة المحلية في المساهمة والإعداد أو على الأقل للإخبار بما يتم برحمته من تظاهرة تستحق اطلاع الرأي العام بها (معلومة محلية)، خاصة بعد اعلام وانتشار الموضوع، لدى الرأي العام المحلي، مما خلف إحباطا لدى عناصر مناصرة القرارات التي تخدم مصالح ضيقة ومقاومة التغيير ونشر ثقافة الغموض والصمت..
أذكر أني كنت قد نشرت مقالا عن كولسة برمجة مهرجان جديد والتخلي عن مهرجان تورتيت… ما أن طلع الخبر حتى تلقيت دعوة للالتحاق بعمالة إفران .. استحبت للدعوة، وعند مساءلتي بخصوص الخبر تم التأكيد على أنه بالفعل سيتم تنظيم مهرجان جديد دون الحاجة إلى استمرار مهرجان تورتيت، الذي برر العامل بأنه من حق الجمعية أن تنظم مهرجانها وتعتمد على ذاتها “بحالي” (اي:كما أنا) الذي سأنظم المهرجان الجديد ” غاندير تجربة اولى ومن مالي الخاص ما غانتسنى حد يعطيني سنتيم!؟!” قول العامل هذا الله شاهد عليه.. هنا قلت لربما السيد العامل فعلا يستهدف ترشيد المال العام مادام فكر في تنظيم مهرجان من ماله الخاص …
مابين هذا اللقاء وقبيل موعد أيام المهرجان كان هناك غليان قائم خاصة من قبل مكونات جمعية تورتيت، وكان أن حصل لي لقاء برئيسها تجاذبنا أطراف الحديث وكشف لي ان على مهرجان تورتيت مديونية ناهزت ال90 مليون سنتيما وأنه في أكثر من مرة راسل عامل الإقليم بشأن فك الحصار عن ميزانية السنة السابقة التي لم تتوصل بها الجمعية حتى تتمكن من تصفية ولو جزئية من هذه المديونية…
فاتيحة من بعد هذا فرصة لقاء العامل ووضعته في صورة مديونية مهرجان تورتيت وأفدته بأن رئيس الجمعية ممتعض جدا لعدم الاستجابة لرسالته له في الموضوع، ولعدم كذلك منحه فرصة لاسقباله.. طلب مني العامل بحضور الكاتب العام آنذاك الاتصال فورا، قام الكاتب العام بالاتصال حالا برئيس الجمعية وحدد له موعدا في اليوم الموالي.. فحضر الرئيس عبدالقادر العشيني رفقة المرحوم محمد الزرهوني.. جالسا العامل ووعدهما بتصفية الدين وذلك بالإفراج عن منحة السنة الفارطة التي كانت عالقة…
وهكذا صارت الأمور، فجاء موعد انطلاقة المهرجان الذي تمت دعوتي من قبل العامل للالتحاق بخليته في الإعلام التي كان مكلفا بها المسؤول عن الإعلام والتواصل بالعمالة، قمنا بمهمتنا معا حيث أعددنا بلاغا عن المهرجان تم تعميمه على مختلف المنابر الإعلامية إن المكتوبة أو المرئية أو الإلكترونية دون استثناء… ونفس الأمر بخصوص دعوة الصحفيين أو المراسلين الصحفيين إن المحليين أو الجهويين أساسا على مستوى الجهة.. كانت هناك مواقف بشأن دعوة بعض الزملاء سواء بإفران او بالجهة، أكدت على دعوتهم لانه من حقهم الحضور مواكبة المهرجان ميدانيا، لا يهمنا ما سيكتبونه عن المهرجان لهم أقلامهم وهم أحرار في نشراتهم، وايضا ستكون مفيدة أكثر من اقلام تتملق وتكتفي بالشكر والتقدير والإعجاب بالمهرجان دون أن تقدم للمهرجان او للمنظمين ما قد ستقف عليه من اختلالات ان حصلت خاصة وأنها المحطة الأولى من عمر المهرجان… ايمانا بديمقراطية الرأي.. والرأي الآخر…
وبعد أخذ ورد وإلحاح جرت دعوة حتى البعض مِن مَن كانوا موضوع تحفظ عن حضورهم…
جاء يوم الافتتاح، وحيث كانت نقطة تسليم البادجات للصحفيين أو المراسلين الصحفيين بمقر مديرية السياحة، في صباح ذلك اليوم قمنا بعملية تسليم البادجات وركزت شخصيا في أن يتوصل بها زملاء إفران وأزرو والمدعوين من الجهة من قبل لجنة الإعلام والتواصل، إذ كانت البادجات معدة باسم كل منهم ومنبره الإعلامي… وقت الحضور بقاعة مندوبية السياحة قامت ضجت حين تبين أن أعضاء من (جمعية روح فاس) كانوا قد سلموا بادجات لبعض الأشخاص ولو أنهم بعيدون عن الصحافة في فاس.. انتفضت كما انتفضت رئيسة الجمعية بإفران، وسيما بعدما تبين أن بعض الصحافيين من فاس تم تمكينهم من إقامة في فنادق وسط إفران رفقة ذويهم… في حين كان المعول ان تتم استضافة كافة الزملاء في اقامات الأرز وبأوبيرجات… هذا التمييز في الاستضافة خلف توثرا بين لجنة الإعلام الإفرانية وبعض الزملاء الوافدين خاصة من مكناس الذين لعلمهم بما حصل من تمييز في الإقامة وحتى وقت انطلاقة السهرة المسائية الأولى رغم محاولات بسط الامور وتجاوز هذه الزلة تمسكوا باحتجاجهم وبالتالي دون التخاقهم بفضاء السهرة غادروا إفران منتصف الليل…
جانب آخر هو أنه كان أن سبق أيام انطلاقة المهرجان عقد ندوة صحفية بقاعة المناظرات حضرتها فئة لا بأس بها من الصحفيين والمراسلين، ومقابل هذه الندوة نظمت ندوة مضادة من مكونات جمعية تورتيت…
وبالعودة إلى تمويل الدورة الأولى وكما سبقت الإشارة إليه اعلاه، حيث كان عامل الإقليم قد صرح لي شخصيا بأن سيقوم بتمويله شخصيا “غانمول المهرجان من جيبي!”.. تسرب خبر دعوة المجلس الجماعي لإفران بتخصيص غلاف مالي قدره 100مليون، ولكي يتحقق هذا انعقد اجتماع أولي جمع الأعضاء المسيرين للمجلس بالكاتب العام للعمالة آنذاك.. اجتماع بمقر الجماعة وفي يوم عطلة من نهاية الأسبوع.. اجتهد الكاتب العام في استدراج اعضاء المجلس المكونيين الأغلبية لحثتهم على عقد دورة استثنائية لنقك وحيدة تتعلق بالمصادقة على 100مليون للمهرجان، وذاك بايعاز من عامل الإقليم… ومع بداية الأسبوع أي في أقل من 48ساعة عقدت دورة استثنائية وتمت المصادقة بالأغلبية على الغلاف المالي المطلوب من عامل الإقليم لفائدة المهرجان، وكان التعليل ان هذا المبلغ فقط سيكفي تعويضات الفنان كاظم الساهر (100مليون).. فكان أن قدم كاظم السهرة التي أرخ لها السيد عبدالحميد المزيد عامل الإقليم رفقة السيد هشام عفيفي رئيس الجماعة بأخذ صورة تذكارية لهما مع الفنان كاظم على منصة العرض..
أستأذنكم وفضلا منكم منح فرصة لفقرة “فاصل” وسأعود إليكم لعرض باقي يوميات مهرجانات إفران: تاريخ وحكاية.