مصطفى طه
مدينة ورزازات هي عاصمة الإقليم، ضمن جهة درعة تافيلالت، تحتل منزلة متميزة باعتبارها تلعب دورا مهما في العديد من المجالات على صعيد المملكة، خاصة الجانب الاقتصادي، والسياحي، والثقافي، والسينمائي، وقد تقوت هذه المكانة مع العمل الدؤوب والمجهودات التي قدمها المجلس الجماعي السابق للمدينة، من خلال تدبير شؤون الساكنة المحلية، أو من خلال اتفاقيات شراكة والمشاريع التي يوقعها لتنمية المدينة المذكورة.
وصلة بالموضوع، فقد عرفت مدينة ورزازات، قوة جديدة خلال الانتداب السابق، من خلالها تم ترجمة العديد من المشاريع والأوراش المهيكلة، من أجل جعل ورزازات قاطرة وقاعدة تنموية بامتياز، بجهة درعة تافيلالت.
حقا، شتان ما بين الأمس واليوم، بحيث أن ورزازات تحفل بالكثير من التحديات متعددة الأبعاد التي تتطلب تحسين أجهزة الحكامة المحلية من طرف المجلس الجماعي المنتخب وفي مقدمته الرئيس الحالي، الذي يترأسه حزب التجمع الوطني للأحرار، في ظل المشاكل التنموية والتسييرية، التي تتخبط من خلالها المدينة من معضلات اجتماعية واقتصادية وبيئية، هذا من جهة.
من جهة أخرى، بعدما كانت جماعة ورزازات، تحتل المركز الأول في الانتداب السابق في ترتيب الجماعات 103 المستهدفة برسم سنتي 2019 و2020 ببرنامج تحسين نجاعة الأداء الخاص بالجماعات التي تتجاوز 50 ألف نسمة وعواصم الأقاليم ب84.71 نقطة على 100.
هاهي اليوم، وفي ظل الولاية الحالية، اندحرت الجماعة المذكورة إلى الصف 63 ب60.58 نقطة على 100، لتقف الساكنة المحلية وبالملموس إلى ما وصلت إليه مدينتهم من فوضى وعشوائية.
كما أن المجلس الجماعي لمدينة ورزازات، يشهد مخاضا عسيرا، جراء أزمات وصراعات داخلية متشنجة تقف حاجزا لتحقيق التنمية المنشودة، نتيجة تحول المجلس، بكل مكوناته السياسية، إلى حلبة للصراع والتطاحن، وذلك ما أسماه مستشارو الأغلبية والمعارضة بارتجالية الرئيس وأنانيته في تسيير شؤون المجلس، وتجاهل دور أعضاء المجلس الجماعي الذين اختارهم المواطنون لتمثيلهم وتدبير شأنهم اليومي بالجماعة.
حري بالذكر، وفي إطار تلخيص عام خلال الفترة الانتدابية 2015-2020، فالمشاريع الذاتية للجماعة الترابية لورزازات بلغت 52.222.753.00 درهم، أما المشاريع بالشراكة وصلت إلى 1.678.825.770.00 درهم، وبخصوص مشاريع المصالح الخارجية قدرت ب745.368.000.00 درهم، حيث وصل المجموع العام لهذه المشاريع 2.476.416.523.00 درهم.