الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
سياسيات تولين مهمة الرئاسة في جماعتهن الترابية، ونافسن الرجال في تحقيق التنمية لمنطقتهن، حققن التميز في تدبيرهن، ونلن قاعدة جماهيرية جارفة تجلت في حسرة المؤيدين لدى مغادرتهن منصبهن.
سياسية مغربية، أول امرأة تتحمل مسؤولية الشأن المحلي على صعيدي جهة الشاوية ورديغة آنذاك، وإقليم برشيد.
ضيفة الحلقة السابعة، وفاء البوعمري، سياسية محنكة، تلقب بالمرأة الحديدية، قوية قادرة على تحقيق أهدافها بشكل كبير، بحيث نجحت إلى حد كبير في جميع المسؤوليات التي أسندت إليها.
هذه المنتخبة، تمتلك صفة المسؤولة الحقيقية التي اكتسبتها من خلال تجربتها في النشاط الجمعوي والسياسي، بحيث مكنتها من مواجهة التحديات التي واجهتها وتواجهها.
انتخبت البوعمري سنة 2009، كرئيسة للجماعة الترابية أولاد زيان، الخارجة من رحم جماعة الدروة التابعة إداريا لإقليم برشيد، عن حزب الأصالة والمعاصرة، بحيث عاشت خلال هذه الانتخابات صراعا قويا مع حزب العدالة والتنمية، الذي كان يدبر الشأن المحلي لمدينة الدروة حول عملية تسليم السلط بشأن ممتلكات جماعة أولاد زيان حديثة الولادة، إبان التقسيم الإداري لتلك الفترة.
وخلال الانتخابات الجماعية لسنة 2015، نجحت ضيفتنا في الظفر برئاسة المجلس الجماعي لأولاد زيان للمرة الثانية على التوالي، بلون حزب الحركة الشعبية، على حساب منافسها الرئيس السابق لجماعة الدروة، أحمد الشرقاوي عن حزب الأصالة والمعاصرة، والذي لم يستطع انتزاع إلا 9 مقاعد.
وفي شهر شتنبر من عام 2015، تم انتخاب الناشطة السياسية، وفاء البوعمري عضوا بالمجلس الإقليمي لبرشيد، بحيث احتل حزب “السنبلة” خلال النتائج النهائية لانتخاب أعضاء المجلس المذكور، المرتبة الرابعة ب37 صوت، ومقعدين.
وقبل الانتخابات الجماعية والتشريعية لسنة 2021 بقليل، قدمت البوعمري العضوة البارزة داخل المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية استقالتها من الحزب ومن جميع المهام الموكلة لها داخله، فضلا عن جميع مكاتبه المحلية والإقليمية والوطنية.
وحسب مصادر موثوقة، فإن الوضعية التي آل إليها حزب “السنبلة” بالجهة، وانعدام الثقة بين القياديين أنفسهم، عجلت بترجّلها المفاجئ من على صهوة الحركة الشعبية، ومن بين الأسباب أيضا، اللقاء الذي عقده حينها عضوا المكتب السياسي للحركة الشعبية محمد أوزين، ومحمد لحموش بسيدي بنور، والذي انتهى على وقع تراشق كلامي، خصوصا كلمة لحموش الذي فجر الوضع، حيث خاطب الحاضرين “لي ما عجبوا الحال يمشي بحالو”، وهو الأمر الذي أظهر لنساء الحركة الشعبية بجهة الدار البيضاء سطات، وقوفه إلى جانب كلثوم نعيم، رئيسة جماعة العطاطرة، التابعة ترابيا لإقليم سيدي بنور.
وأفادت المصادر ذاتها، أن كلمة لحموش التقطتها القيادية وفاء البوعمري، لتقرر الاستقالة بشكل نهائي من حزب الحركة الشعبية، لتلتحق بعدها بحزب الاستقلال.
كما أن استقالة البوعمري، عجلت برحيل جميع منتخبي ومنتخبات الحركة الشعبية بإقليم برشيد، حيث قدموا بدورهم استقالتهم من عضوية الحزب.
وفي الانتخابات الجماعية لاقتراع 08 شتنبر 2021، تمكنت المنتخبة السياسية سالف الذكر من الظفر بمقعد بالمجلس الجماعي لأولاد زيان عن حزب “الميزان”، بحيث فضلت أن تصطف في المعارضة، وفي يوم التاسع من شهر شتنبر 2021، تم انتخاب وفاء البوعمري، عضوة بمجلس جهة الدار البيضاء سطات.
حقيقة، حزب الحركة الشعبية لم ينصف هذه السياسية المتمرسة، التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، كما تتمتع باحترام وتقدير كبير من طرف الخصوم قبل الأصدقاء، رغم النضال الذي قادته على مدار سنوات وسنوات داخل منطقتها.
حري بالذكر، أن الناشطة السياسية وفاء البوعمري، شخصية تتمتع بحرية الرأي وتقبل الرأي الآخر، فهي تمتلك شخصية قوية، تتخذ القرارات الشجاعة، بحيث أن وعيها بالذات يزيد قدرتها على تحمل المسؤولية، وجعلها تلتزم بخدمة الآخرين، بحيث عملت بمسؤولية حقيقية لتنمية منطقتها “أولاد زيان”.
(*) سكرتير التحرير
 
			 
			 
                                 
                              
		