الألباب المغربية – محمد عبيد
المسؤول الأول والأخير عن هذه الخروقات لهذا المهرجان هو عامل الإقليم بدون خجل.. لأنه منذ الدورة الأولى 2016 ادعى أنه الممول الرئيسي للمهرجان وأنه من جيبه يمول المهرجان قبل أن تفضحه الميزانيات التي فرضها على جماعة إفران بتخصيص 100مليون من ميزانتها، في وقت الجماعة لا يمثلها أحد في الجمعية ولا حق لها في الإشراف أو تدبير المهرجان فقط عليها فضلا عن توفير الغلاف المالي المفروض أن تسخر آلياتها وعمالها ووسائلها اللوجيستيكية ووضعها رهن تصرف العمالة وجمعية المهرجان…
في أول دورة للمهرجان والذي أشرفت عليه جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية بشراكة مع جمعية فاس سايس، فور انتهائه قامت القيامة ضد رئيسة المهرجان آنذاك وهي التي كانت كذلك موظفة بالعمالة لا لشيء إلا لكونها خلال تنظيم الدورة الأولى انتفضت ضد تدخل أعضاء جمعية فاس سايس الذين احتكروا آنذاك تسيير وتدبير الدورة وخلقوا خلالها توثرات مع عدة جهات وكانت جمعية فاس قد نالت حظها من الانتقاد إعلاميا سواء ميدانيا او عبر المقالات الصحفية… بل اذكر جيدا حتى السيد العامل كان قد غضب ليلة من ليالي المهرجان في دورته الأولى من سوء تنظيم وتدبير جمعية فاس سايس… غضبه كان علنيا.. اعتبرناه آنذاك مرحبا وموضوعيا.. لكن للاسف تبين أنه كان غضبا لدر الرماد على الأعين بعدما أعاد مسؤولية التنظيم لنفس جمعية فاس صيف 2017 والتي نالت حظا آخر من النقد قبل انطلاق الدورة الثانية في ندوتها الصحفية بإفران مع تعديل في رئاسة جمعية منتدى إفران للثقافة الثقافة والتنمية بإسنادها للمسؤول عن فندق ميشيلفن اذاك والذي كان خلال الدورة الثانية فقط منزلا ومعروضا على واجهة الرئاسة للجمعية دون فاعلية أو مساهمة أو طرح أو تصور للمهرجان..(كومبارس)..
جمعية فاس لم تزحها مهمتها عن تنظيم مهرجان إفران إلا بعدما افتضحت أمورها في فاس حيث كانت تحتكر كذلك تنظيم مهرجان اخر جرها للقضاء وفضح امورها وبالتالي اضطر السيد عامل إفران إلى الاكتفاء بالجمعية المحلية وإعدادها على مقاساته وطرد رئيسة جمعية المنتدى في أبشع صور للديمقراطية، إذ كان أن تم منعها من حضور الجمع العام بقاعة المناظرات وسط المدينة أمام العادي والبادي وكانت التعليمات صادرة من عامل الإقليم….
وهكذا أصبح الرئيس المنزل من عامل الإقليم الشخص المناسب لرئاسة منتدى إفران للثقافة والتنمية ك”كومبارس”، والمثير أنه تم تهريب الندوات الصحفية إلى الرباط بعدما كانت تنظم بافران لماذا؟ لكون ندوات إفران كانت تحضرها اقلام محلية عارفة بخبايا الأمور فد تفضخها في الندوات بكل جرأة كثيرا وهي الملاحظات التي اقلقت المشرفين عن المهرجان ولم يجد الرئيس المنزل ما يرد به موضوعيا عن تساؤلات الصحافة المحلية فضلا عن غضب السيد العامل من بعض الأقلام الصحفية التي كان يحاول استدراجها لعدم إثارة وطرح أسئلة محرجة في الندوة وخاصة عندما يتعلق بتمويل المهرجان والكشف عن قيمة الاغلفة أوالميزانية ومصادرها إلى جانب المطالبة بالكشف عن المصاريف التي كلفت تنظيم دورة سابقة؟
ما علينا، الرئيس المنزل على منتدى إفران للثقافة والتنمية كان قبل الدورة الثالثة قد جرى عزله لإدارة فندق ميشيلفن واستمر في مهمته لإدارة مهرجان إفران، لربما قد اعتبر إشرافه عن الدورة 3 لظروف تزامن توقيفه عن إدارة الفندق.. ولكن منذ ذلك وحيث غاب المهرجان منذ ظهور جائحة كورونا، ومع حلول الصيف الجاري ومن أجل تنظيم الدورة 5، تم عقد اجتماع سُمِّي غصبا بجمع عام احتضنته عمالة إفران يوم الثلاثاء01غشت الجاري في كولسة تامة، إذ جرى انتقاء أعضاء من قبل عامل الإقليم وفرض الإبقاء على الرئيس المقرب والمحظوظ والعزيز(!!!) إلى قلب السيد العامل؟!!.. رغم انه لم يعد يقيم بإفران ولا علاقة له بها من حيث عمله الذي يشتغله الآن بإقليم آخر بعيدا جدا عن جهة فاس مكناس ككل…
المثير أيضا أن المهرجان الذي كان يعتبر دوليا والذي حظي خلال الدورتين 2 و3 بشرف تنظيمه تحت الرعاية السامية لجلالة الملك الآن تم رفع تلك الرعاية السامية وسار من حيث برنامجه وقيمته 70٪ محليا و30٪ وطنيا لا دوليا كما ينسبون له في هذه الدورة.. وأن مجموع الاغلفة التي فرضت على كل من جماعة إفران والمجلس الإقليمي للعمالة ما لا يقل عن 200 مليون درهما ..
والأن تجري الاستعدادات لانطلاقة المهرجان يوم 20 غشت إلى 23 منه دون أن تجرى كالعادة الندوة الصحفية لا بإفران ولا خارجه بالرباط أو الدار البيضاء… في وقت فقط تشارك فيه فرقة فولكلورية محلية لأحيدوس 9 فرق غنائية متنوعة أمازيغية وشعبية وأخرى للروك والشبابية وسهرة وحيدة لمغني شعبي شهير …
فرق اغلبها أقبل على المشاركة دون فرض أو مناقشة قيمة التعويضات لتنشيطها ليالي المهرجان.(باغية غير فين تنشط والظهور محليا.. من حقها لكن ليس بقبول الصدقة؟!!).. هذا إلى جانب نشاط بيئي وندوة وحيدة… ونشاط رياضي يجري فيه الاستعداد لانتقاء مشاركة بعض الفرق المسماة بفرق كرة القدم المصغرة في دوري للفتيان، وفي الكرة الحديدية بانتقائية مكشوفة، فيما لا إشارة لمشاركة جمعيات تنشط في هذه الرياضات مع العلم أن إفران تتوفر على جمعيات لكرة القدم وأخرى للكرة الحديدية واخرى لكرة السلة..
لكن الأكثر إثارة وفضحا لعقليات الاستحواذ على الأنشطة الرياضية في المهرجان هو انه في الباسكيط 3*3 نجد ان جمعية المهرجان اشارت ل: بمشاركة ami باسكيط (دعاية زعما راحنا مازالين في الميدان بعد توقيف نشاط وطني للجمعية من قبل الجامعة الوصية؟!!) والتي يرأسها نفس رئيس جمعية المهرجان، أي الرئيس مع نفسه ينظمان!؟؟
و هنا أقف على حالة التنافي.
ولما كان ami باسكيط يفتقر لفئة الفتيات أو الشابات أو السيدات، فقد حصر المشاركة على الذكور!!؟؟؟ يأتي هذا في بعد المشاركة المشرفة للبؤات الأطلس في كأس العالم؟ وفيما يلي مقال السيد قاسم أمزون المنشور لصفحته الفايسبوكية، تحت عنوان”مهرجان إفران: الشجرة التي تخفي الغرائب”
تنظم جمعية “إفران للثقافة والتنمية” النسخة الخامسة من مهرجان إفران تحت شعار: “الغابة إرث وطني” أيام 18 و19 و20 و21 غشت، وذلك بشراكة مع عمالة إقليم إفران (اللوجيستيك) وجماعة إفران (100 مليون) والمجلس الإقليمي لإفران (100 مليون) وبعض الفاعلين الاقتصاديين والسياحيين في المنطقة (الأكل والشراب والمبيت)؛ أي ميزانية تقدر بحوالي 300 مليون، إضافة إلى ما تبقى في حساب الجمعية قبل آخر نسخة من هذا المهرجان قبل “الكوفيد”، حيث كانت الميزانية أنذاك تصل المليار سنتيم.
قد يقول قائل: “هذه مبادرة طيبة يجب دعمها وتشجيعها”، وفعلا هذا ما يتم تسويقه، وهذا ما يظهر للوهلة الأولى في الشعارات والملصقات على علتها التواصلية والفنية، رغم ضخامة الميزانيةالمرصودة لذلك ، لكن لنتابع وسنرى غرابة الأمور.
لنبدأ بالجمعية المنظمة لهذا النشاط الترفيهي السنوي:
رئيس الجمعية يقطن في الدار البيضاء ويشتغل في مراكش، ويسير الجمعية في مدينة إفران التي لا تربطه بها أي علاقة سوى اشتغاله -بضع سنوات- في القطاع السياحي بالمدينة منذ مدة مضت أزاح حينها بمباركة بعض الفاعلين في نفس القطاع- رئيسة هذه الجمعية التي كانت تشرف على هذا المهرجان وأنشطة ثقافية وفنية وجمعوية أخرى.
نلاحظ إذن أن الرئيس يسير الجمعية “عن بعد” مع العلم أن جل الأعضاء موظفون في العمالة (مع عضوين أو ثلاثة آخرين شكليين فقط من خارج العمالة) ، ويعقدون الاجتماعات بمقر العمالة، وفي قاعة العمالة، وبوسائل العمالة لمتابعة التعليمات الآتية “عن بعد” من الدار البيضاء أو مراكش من طرف “السيد الرئيس”.
هل لا يوجد في هذه المنطقة بكل جبالها وهضابها وسهولها من هو قادر على تسيير هذه الجمعية من أبناء المنطقة أو المقيمين بها ما دام المهرجان ( الذي خلقت من أجله الجمعية) موجه لساكنة المنطقة وزوارها؟
في هذا السياق يمكن القول إن ما يقع في العمل الجمعوي في هذه الحالة يفسر كيف استطاع موظف في جماعة إفران تحويل جمعية موظفي الجماعة إلى منعش (منهش) عقاري يبيع الشقق لغير المنخرطين مع فرض عشرين ألف درهم (“نوار” من تحتها) لكل عملية تحويل ، إضافة إلى تخصيص عدد من الشقق كهدايا. لمن؟ ذلك ما ستكشف عنه تحقيقات السلطات المختصة.
لنمر الآن إلى شعار المهرجان: “الغابة إرث وطني”.
هنا نطالب رئيس الجمعية المحترم بالقيام بجولة في “عين فيتال” ليرى بأم عينيه كيف استطاع منعش عقاري بناء شقق فوق أراض تابعة للملك الغابوي وبيعها – قبل اختفائه الغريب – إلى عائلات أغلبها من مغاربة الخارج ، ومازالت تعاني الويلات للحصول على وثيقة تفيد أنها تملك فعلا تلك الشقق التي اشترتها (بدم جوفها) منذ أكثر من عقد من الزمن. (لا تسجيل ولا تحفيظ ولا أوراق. شيء لا يصدق).
وقبل إتمام الجولة، ندعو السيد الرئيس المحترم إلى معاينة ما يقوم به منتخبون (انظر الصور في التعليقات) في نفس منطقة “عين فيتال” من استغلال عشوائي للملك الغابوي، ليتأكد بالملموس أن شعاره “الغابة إرث وطني” شعار استفزازي وغير جدي، ولا يمت بأدنى صلة للجدية خاصة في مفهومها في خطاب الملك بمناسبة عيد العرش المجيد.
لنمر الآن إلى البرنامج الفني للمهرجان: يعرف الجميع أن مدينة إفران تعد وجهة سياحية خاصة في فصل الصيف، تقصدها عائلات من كل مناطق البلاد لاكتشاف ثقافة أهل المنطقة وتقاليدها، والاستمتاع بجوها وهدوئها وطقوسها.
ألا يجب في هذا الإطار تقديم فنانين محليين وأبناء المنطقة عوض “تعكير” جوها ببعض أصوات التفاهة التي تركها كثير من هؤلاء الزوار في دواويرهم قبل القدوم إلى إفران؟ مجرد سؤال؟
لا نستغرب إذن عندما نشاهد الملصقات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نلاحظ أن إسم الجمعية المنظمة لهذا المهرجان غير واضح تماما، فقد اكتفى المنظمون بوضع “logo” بالفرنسية فقط وسط الملصق (affiche) دون إعارة أي اهتمام لدستور البلاد الذي ينص على اللغتين العربية والأمازيغية. (علاش؟ ربما لغاية في نفس يعقوب).
في الأخير يبقى السؤال المطروح والمتداول هو: من هي هذه الجهة التي تقف حاجزا، وتشكّل سدا منيعا بين المسؤول الأول عن العمالة والمسؤول الأول عن الولاية والجهة، وبين ما يقع على أرض الواقع في مدينة إفران ونواحيها؟