الألباب المغربية / محمد عبيد
وتستمر معاناة واعتصامات عاملات وعمال “سيكوميك” وسط حمرية وأمام وحدة فندقية بمكناس حيث دخل الاعتصام والمبيت الليلي الذي ينفذه عمال وعملات الوحدة الصناعية للملابس “سيكوميك” حاليا (سيكوم) سابقا أمام وحدة فندقية مصنفة في ملكية عائلة الوحدة الصناعية أسبوعه الثاني دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر لفتح حوار جاد أملا في وضح حد للوضع المأساوي الذي يعيشه أزيد من 500 عامل وعاملة قضوا سنوات من العمل بالوحدة الإنتاجية “سيكوم” قبل أن تتحول بطرق يعتبرها العمال والعاملات احتيالية، ما حول حياة العديد من الأسر إلى جحيم منذ أزيد من أربع سنوات سيما خلال السنتين الأخيرتين بعد أن أغلقت المؤسسة المشغلة أبوابها في وجوههم، وحرمتهم من أجورهم والتغطية الصحية وأصبحوا بذلك يعيشون حالة تشرد حقيقية من مخلفاتها صدور أحكام قضائية تتعلق بالإفراغ من المنازل التي اقتنوها بقروض بنكية لم يعودوا قادرين على تسديد أقساطها، ناهيك عن تشتيت الأسر بعد العديد من حالات الطلاق، وتفاقم الأوضاع الصحية للعديد من العاملات والعمال، سيما وأن من بينهم من يعانون من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجات مكثفة وأدوية مكلفة… وهو ما لا يتأتى لهم لحرمانهم من التغطية الصحية منذ شهر نونبر2021. فيما فارق الحياة جراء ذلك مجموعة من العمال والعاملات، بينما لا يزال آخرون وأخريات يواجهون مضاعفات مختلف الأمراض.
احتجاجات عمال وعاملات “سيكوميك” من خلال الاعتصامات أمام مقر الوحدة الإنتاجية سواء قبل أو بعد إغلاق أبوابها في وجوههم منذ نونبر 2021، وأمام مقر الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والوقفات الاحتجاجية أمام عمالة مكناس والمحكمة الإدارية، تمت مواجهتها باللا مبالاة والاستخفاف من طرف كل المسؤولين المحليين والجهويين والوطنيين بمن في ذلك وزير الداخلية الذي عقد لقاء يوم الجمعة ما قبل الأخير (19 يوليوز 2024) مع المسؤولين بعمالة مكناس وجهة فاس مكناس بمقر العمالة التي لا تبعد عن الوحدة الفندقية التي يعتصم أمامها العمال والعاملات دون القيام بأية مبادرة التي من شأنها حلحلة شأنها هذا الملف المزمن الذي يبدو أنه قد استعصى البحث عن حله، ولم تكن المبالغ المالية 4.000.000,00 درهما الممنوحة من طرف الجماعة الترابية لمكناس ومجلس جهة فاس مكناس، بالإضافة إلى 300 أضحيات عيد الأضحى المقدمة للعاملات والعمال خلال سنتي 2022 و2023، رغم استحسانها في ظل الظروف الصعبة التي يعيش العمال والعاملات وأسرهم تحت وطأتها، فإن ذلك لم يكن بديلا عن الحلول الكفيلة بإعادة فتح الوحدة الإنتاجية واستئناف العمل بها.
قرار اللجوء للاعتصام والمبيت الليلي أمام الوحدة الفندقية المصنفة وسط المدينة الجديدة قرابة الأسبوعين في ظل الحرارة المفرطة والتشويش على الحركة الاحتجاجية للعمال والعاملات كان ولا يزال الهدف منه هو مخاطبة السلطات المحلية ومالكي الوحدة الإنتاجية التي كانت مصدر عيش أزيد من 500 أسرة.