الألباب المغربية/ متابعة: حبيب سعداوي- إيطاليا
ٱحتج المزارعون في أوروبا ضد إرتفاع تكاليف الإنتاج والبيروقراطية الأوروبية وإستيراد القمح الأوكراني، مما أدى إلى إنخفاض أسعار المنتجات في جميع أنحاء أوروبا.
المزارعون الفرنسيون لا يستسلمون، حيث يستمر حصار الطرق السريعة المؤدية إلى باريس وأصبحت العاصمة في قبضة الجرارات التي تهدد بإغلاق المدينة وسوق الإمدادات الرئيسي فيها.
وحسب تصريحات المنتجون للصحافة الإيطالية، فإن دخلهم تراجع بشكل كبير لدرجة أن عملهم لا يكاد يكون مستداما.
وقد ٱرتبطت هذه الأزمة وفقا لمشغلي القطاع بزيادة تكاليف الإنتاج، على سبيل المثال الأسمدة وإستيراد القمح الأوكراني، مما أدى إلى إنخفاض أسعار المنتجات في جميع أنحاء أوروبا.
ولهذا السبب، تشير الإتحادات التجارية بأصابع الاتهام إلى إتفاقيات التجارة الحرة التي تقول إنها تفيد المزارعين الأجانب فقط.
لكن قائمة القضايا الحاسمة تتضمن أيضا عددا كبيرا من القواعد التي تنظم القطاع، والتي لم تعد مصحوبة بالمزايا التي كانت تدعم هذا القطاع في السابق.. كالاعفاءات الضريبية وخفض سعر المحروقات.
ومع ذلك، فإن الإحتجاجات لم تقتصر على فرنسا فقط، حيث شملت ألمانيا وبولندا ورومانيا، وكذلك بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا.
ففي إسبانيا، أعلنت ثلاث نقابات زراعية كبرى الثلاثاء المنصرم أنها ستنضم إلى الحركة الإحتجاجية.
هذا وقد تسببت عمليات الحصار الفرنسية في إلحاق أضرار بشركات النقل الإسبانية والبرتغالية، التي أصبحت غير قادرة على عبور البلاد.
وبحسب الجمعية الإسبانية لأصحاب عمل النقل، فإن الأضرار تصل إلى أكثر من 12 مليون يورو يوميا.
وفي بلجيكا، فقد ٱحتج المزارعون أيضا يوم الثلاثاء، وقد تسببت عشرات الجرارات في إغلاق طريق “أنتويرب” الدائري، مما أدى إلى اختناقات مرورية وقد تم رفع الحصار في الساعة 10 صباحا، لكن حركة المرور ظلت محدودة، وينتقد المزارعون البلجيكيون سياسات الاتحاد الأوروبي البيئية التي يتحمل العمال تكاليفها وواردات الغذاء الرخيصة وارتفاع التكاليف.
وفي إيطاليا، تدفقت مئات الجرارات على الطرق والطرق السريعة في مناطق مختلفة: لومبارديا، وڤينيتو، وتوسكانا، وسردينيا على وجه الخصوص، وإحتج المزارعون الإيطاليون أيضا على ارتفاع أسعار المحروقات والأسعار المدفوعة للمنتجين وأسعار المنتجات المعروضة في السوق.
“نريد إجراء نقاش مع المؤسسات الوطنية والأوروبية حتى يتغير هذا الوضع”… هكذا علق “روبرتو كونغيا”، أحد المتحدثين باسم الاحتجاج الذي نظمته شركتا ريسكاتو الزراعية وموفيمينتو باستوري.
وفي كل البلدان الأوروبية، فقد تطور احتجاج المزارعون بالأهداف نفسها، وتتمثل في ردع الحكومات الوطنية التي تعتبر غير قادرة على دعم مزارعيها والاتحاد الأوروبي، المتهم بفرض ضغوط مرهقة وعدم حماية الأسواق الوطنية.