الألباب المغربية/ محمد خلاف
شتنبر 2026، ستعود الانتخابات بعاداتها القديمة الجديدة بالفقيه بن صالح، حيث يكثر الكذب كما في الحرب وبعد الصيد؛ وحيث ظهور عيوب التوريط والتورط، بل وحب التوريط والانتشاء بالتورط…
ومن الآن بدأ الحديث والتنديد والتبكيت بحملات انتخابية سابقة لأوانها؛ بعضها يختفي وراء خدمات رعاية اجتماعية؛ والبعض الآخر تحت شعار أنشطة تواصلية بشعارات المواطنة والقرب؛ كما بدأ جيل السماسرة في التطبيل وتلميع صور أشخاص معينين؛ بل منهم من يؤكد بلا حياء أن جهات معينة ستلعب دورا في مساعدة بعضهم؛ وأنهم من أبناء الوطن البررة؛ فحين أن شفافية العملية الإنتخابية القادمة بالفقيه بن صالح تتوقف عليها أمور كثيرة؛ وهي فرصة ثمينة لإعادة تشكيل المشهد السياسي بفرز ممثلين حقيقيين للمدينة بمؤهلات الثقة والنزاهة والجدارة؛ ببشائر ثغورهم الباسمات؛ وبأماني على وجوههم المشرقات؛ “لاربعا” تحتاج كفاءات علمية ومصداقية تعكس طموحات المواطنين بفعالية؛ ونبذ أصحاب الشكارة عديمي السجل النضالي؛ وأصحاب المآرب الذاتية والباحثين عن امتيازات وحصانة؛ لأنهم فقط معاول تهدم كل الجهود التي تبذل لتحفيز المواطنين خاصة الشباب على الإنخراط في السياسة؛ هدفنا تحويل المدينة إلى ورشة عمل مفتوحة قبل وبعد الانتخابات سعيا لحلول ناجعة للملفات الجامدة والمشكلات المحلية؛ دون تأثير للمال الأسود في السلطة؛ وتأثير للسلطة فيه؛ ولأن التجارب علمتنا أن زواج المال بالسلطة أساس كل الشرور ب”لاربعا”؛ فسلطة المال؛ كما سلطة الحكم؛ لا تعرف الأمان العاطفي؛ يحتاج صاحبها أن يفلس ليختبر قلوب من حوله؛ وأن تنقلب عليه الأيام ليستقيم حكمه على الناس؛ فالمدينة جاوز الظالمون فيها المدى لسنين؛ في استغلال بشع لثلاثية السلطة والمال والأيديولوجيا؛ وأصبح الغباء معيارا للمشاركة في التسيير؛ وأصبحت الخيانة به بالمدينة وجهة نظر!! بل وصل بعضهم حد الإستحواد؛ وهو مصطلح جديد لدى البنك الدولي لتحليل المنظومة المتطورة للفساد في الدول والمدن؛ كل هذا يدفعنا للإصرار على إنجاز إنتخابات راقية الشكل والمضمون ومحترمة النتائج والإجراءات؛ خوفنا منصب على بشاعة الدور الذي يمكن أن يلعبه ما يسمى بالمال السياسي في تشويه المشهد الإنتخابي بالمدينة؛ دون فتح المجال للرأسمالية الجشعة؛ ولا لتجار وسماسرة الضمائر لتلطيخ العملية الديمقراطية ب”لاربعا” بوحل جشعهم واستخفافهم بكرامة المواطن بالفقيه بن صالح؛ واستغلال حاجات الناس واللعب في الساحات الخلفية؛ والمناطق المظلمة مستغلين فقر الفقراء؛ وبساطة البسطاء؛ بلاعبين محترفين يتقنون النفاق وقلة الحياء؛ يجولون ويتجولون؛ يبتسمون؛ يسلمون؛ يلتقطون الصور؛ يتصدقون؛ يصلون؛ يحضرون الأفراح والمآتم؛ ويتكلفون بالمصاريف؛ يوزعون المال والسلع؛ بشكل بشع ومخالف لكل التشريعات والقوانين والأعراف والعادات والقيم الوطنية؛ فالوعي الشعبي ضروري والرقابة الرسمية ضرورية؛ الأمل أن تكون الإنتخابات القادمة حاسمة في تحالفات منطقية وواضحة عكس بعض التحالفات الحالية الهجين بعضها؛ رغم أن التحالفات عامة وبالمدينة خصوصا بورصة تخضع لقانون العرض والطلب والبحث الدائم عن المكاسب؛ فهي غير ثابتة المواقف تخضع لترتيبات وسياقات المواقع وكواليس شتى أساسها البرغماتية السياسية والاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة؛ دون عدو دائم أو صديق دائم؛ بل بمصالح دائمة؛ والعبرة بخدمة المدينة وناسها؛ تحالفات المدينة ليس لها طعم سياسي ولا برنامجي، وحق لها أن تتصف بذلك، مادامت هي تحصيل حاصل عملية برمتها تفتقد إلى المذاق السياسي السليم حيث المعنى في الأقوال والأفعال والأداء والبرامج والوعود. فما مدى صحة المثل الانجليزي القائل (حين تلقى إنساناً أذكى منك، فلا تنافسه بل تحالف معه).
أملنا في إصلاح جوهري لأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاء كجميع النظريات والديماغوجيات الرثة والوعود الكاذبة؛ مصداقا لقوله تعالى في سورة التوبة (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم؛ والله لا يهدي القوم الظالمين) صدق الله العظيم.