الألباب المغربية/ الحجوي محمد
في مشهد يخلط بين الغرابة والخطورة، شهدت قلعة السراغنة اليوم عملية حصر وإتلاف لسبعة رؤوس من الأغنام المذبوحة، كانت محمولة على متن عربة “تريبورتور” في ظروف صحية مزرية، في عملية تهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة وحماية المستهلك من المخاطر الصحية الجسيمة.
كانت العربة “تريبورتور” تتجه نحو السوق الأسبوعي عندما أوقفتها السلطات المختصة للفحص، ما اكتشفه المفتشون كان صادماً: سبعة أغنام مذبوحة محملة بشكل عشوائي، معرضة للغبار والحشرات والشمس الحارقة، في مشهد ينم عن تجاهل تام للشروط الصحية الأساسية. الظروف التي كانت عليها هذه اللحوم جعلتها بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والجراثيم، ما يشكل تهديداً حقيقياً لمن قد يستهلكها.
لم تتردد السلطات في اتخاذ القرار الحازم: حجز الكمية بكاملها وإتلافها فوراً عن طريق الحرق. هذه الإجراءات التي قد تبدو قاسية للبعض، هي في الواقع خطوة ضرورية لحماية صحة المواطنين من الأمراض المنقولة عبر الغذاء، التي قد تصل خطورتها إلى التسمم الغذائي الحاد أو الأمراض المزمنة.
هذه الحادثة ليست سوى حلقة في سلسلة من المحاولات المستمرة لتسويق لحوم غير صالحة للاستهلاك. إنها جريمة في حق الصحة العامة، يقوم بها من يضعون الربح المادي فوق كل اعتبار. العملية تذكرنا بأهمية اليقظة والتنسيق بين مختلف السلطات لمراقبة جودة المواد الغذائية المعروضة في الأسواق.
تؤكد هذه الواقعة على ضرورة تشديد الرقابة على وسائل نقل المواد الغذائية، خاصة اللحوم ومنتجاتها، التي تعد من أكثر المواد عرضة للتلوث والفساد. كما تدفع نحو تكثيف الحملات التوعوية للمواطنين، ليكونوا شركاء حقيقيين في حماية أنفسهم من خلال الانتباه إلى مصدر اللحوم التي يشترونها والتأكد من سلامتها. في الختام، بينما تذهب أعمدة الدخان المتصاعدة من حرق هذه الأغنام في السماء، تبقى الرسالة واضحة: سلامة الغذاء خط أحمر، والحفاظ على الصحة العامة مسؤولية جماعية، لا مجال للتهاون فيها.