الألباب المغربية/ حاوره: مصطفى طه
تعتبر الجماعة الترابية لتالوين من أبرز الجماعات بإقليم تارودانت، ضمن جهة سوس ماسة، بحيث يبلغ تعداد سكانها أكثر من 6.700 نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى بسنة 2014 وتقع على الطريق الوطنية رقم 10 وهي تبعد على مدينة تارودانت ب100 كلم وعن مدينة ورزازات 170ب كلم، وتبقى سنة 2011 من أهم اللحظات التي عاشتها الساكنة هي الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس لمنطقة تالوين، اطلع من خلالها جلالته على مشروع تنمية سلسلة الزعفران، كما قام بتدشين دار الزعفران.
وفي سياق متصل، تشهد الجماعة الترابية لتالوين، إنجاز العديد من الأوراش المتوزعة على مختلف الجوانب التي تهم الحياة اليومية للساكنة المحلية، من بنيات تحتية طرقية، ومرافق جماعية إدارية، وحرفية، ورياضية، وثقافية، لمعرفة طبيعة هذه الأوراش، ومستوى التقدم في إنجازها، أجرت جريدة “الألباب المغربية”، لقاء صحفي مع رئيس المجلس الجماعي تالوين، حسن أودال، منتخب سياسي محنك عن حزب الأصالة والمعاصرة، سبق له أن ترأس الجماعة المذكورة للولاية السابقة، الرئيس الجديد القديم لجماعة تالوين والذي تم التصويت عليه بالأغلبية في الولاية الحالية.
س- بداية، نشكرك على فتح أبوابكم لنا قصد الإجابة على مجموعة من الأسئلة؟
ج- بدوري أرحب بجريدة “الألباب المغربية”، وأرحب من خلالها بكل ساكنة جماعة تالوين.
س- سنتين ونصف مرت على توليكم رئاسة المجلس، ماذا تغير في تالوين؟
ج- هناك تغيير ملموس، كما أنني أحس بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي وأطلب من الله تعالى أن يوقفني من أجل أداء الرسالة على أحسن وجه.
س- ماهي المكانة التي تحتلها اقتصاديا على مستوى إقليم تارودانت؟
ج- الجماعات الترابية، طبقا لمضامين دستور المملكة (خاصة الباب 9 و12 منه) ومقتضيات القانون التنظيمي 14-113 من خلال مستويات التنظيم الترابي للمملكة بحيث تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي والعمود الفقري لللامركزية الإدارية والمجالات الترابية لتحقيق التنمية المندمجة والمستدامة، فضلا على أنها ملزمة بإعداد وتنفيذ برامج تنموية لتحقيق الأهداف التنموية باعتماد مجموعة من الآليات التدبيرية لترجمة الأنشطة المخطط لها لأعمال ملموسة على أرض الواقع في إطار الانسجام والالتقائية بينها ومع مختلف الاستراتيجيات القطاعية، هذا من جهة.
من جهة أخرى تعتبر جماعة تالوين من بين الحواضر التابعة لإقليم تارودانت، وهذه الجماعة تعد مجالا حضريا منذ ترقيتها بمناسبة التقطيع الجماعي من جماعة قروية إلى جماعة حضرية سنة 1992, وبعد مرور اكثر من 26 سنة من هذا التحول شهدت دينامية مجالية ملموس ترتبط بتنمية حقيقية وهي عملية تطوير كافة الخدمات الاجتماعية و الإدارية فيهما، و الارتقاء بالمستوى الحضاري والاقتصادي والاجتماعي لساكنتها، و إدماج المجالات الهامشية في النسيج الترابي والاقتصادي والاجتماعي المحلي، ليساهم في التنمية الشاملة و المستدامة.
س- إذن ما هي المشاريع التي شهدتها جماعة تالوين في الولاية السابقة والحالية؟
ج- طموحي اللامحدود هو تقوية دور مدينة تالوين جعلها قطب حضري وتنموي عي صعيد إقليم تارودانت، وأنه لتحقيق هذا الهدف عملنا تحسين جودة الماء الشروب وتعميم خدمات الصرف الصحي وذلك من خلال تعميم الربط بشبكة الماء الصالح للشرب وانجاز نظام تطهير السائل (الشطر الأول) يخص أحياء “تابية، وتكركوست، والحي الإداري والمركز” بالإضافة إلى توسيع شبكة الكهرباء الدرجة الأولى لباقي الساكنة، كما تم كذلك تهيئة الشبكة الكهربائية بسوق الاثنين وحي إمزيزوي.
كما تم تجهيز الملعب البلدي بالإنارة العمومية وبالطاقة الشمسية، زد على ذلك اقتناء رافعة لصيانة شبكة الإنارة العمومية، فضلا عن تهيئ الطريق الرابطة بين جماعة تالوين وجماعة تزكزاوين عبر حي إمزيزوي، وكذلك إنجاز دراسات لمشاريع مختلفة كإحداث “سوق للقرب بالقرب من بناية دار الصانع، وقنطرة جديدة على وادي زاكموزن والرابطة بين الحديقة المتواجدة بالحي الإداري بالضفة الشمالية، والطريق الرابطة بين حي السوق وحي أمزيزوي، وتم أيضا تهيئة رصيف الطريق الوطنية رقم 10 غرب مدرسة محند إبراهيم اليعقوبي.
أما بخصوص بتطوير الطرق والمواصلات المؤدية من وإلى تالوين يتعلق بإعداد دراسات لتهيئة الطرق الجماعية كإحداث (الطريق الرابطة بين السوق والطريق الوطنية رقم 10 مرورا بحي أسول، والمقطع الطرقي المتواجد جنوب مأوى الزعفران، والطريق المتواجدة بحي القصبة وفقا لتصميم إعادة الهيكلة، والطريق الرابطة بين حيي تابيا والسوق والمؤدية إلى الطريق الرابطة بين حي أمزيزوي وحي السوق، وكذلك الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 10 وحي السوق مرورا بوادي زاكموزن/ إنجاز الطريق الرابطة بين دار الصانع وقنطرة زاكموزن.
وإنجاز أيضا الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 10 وحي تابيا، وإحداث الطريق الرابطة بين حي السوق والطريق الوطنية رقم 10 مرورا بحي أسول (في طور الإنجاز)، وكذلك شق المقطع الطرقي المتواجد جنوب مأوى الزعفران (تم إدراجها في إطار اتفاقية الشراكة من أجل تأهيل المدينة، وشق الطريق المتواجدة بحي القصبة وفقا لتصميم إعادة الهيكلة، وشق الطريق الرابطة بين حيي تابيا والسوق والمؤدية إلى الطريق الرابطة بين حيي أمزيزوي والسوق(تم إدراجها في إطار اتفاقية الشراكة من أجل تأهيل المدينة)، فضلا عن اقتناء جرافة.
وهناك كذلك، تهيئة المنظر العام للجماعة وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز وفي هذا الصدد تم إعداد دراسات تقنية خاصة بتهيئة ضفتيي الوادي وتهيئة الشعاب، وإنجاز مشروع حماية مدينة تالوين من الفيضانات، وتتمة تهيئة وهيكلة الأحياء الناقصة التجهيز ك(تكركوست، وتابيا)، وتأهيل المطرح العمومي (إبرام اتفاقية مؤسسة التعاون مع كل من جماعتي أساكي، وزاكموزن، وكذلك شراء حاويات لجمع النفايات سنويا، وتبليط أزقة الأحياء، وتشجيع مشاريع التشجير، وتجهيز المرأب البلدي، وتحيين تصميم التهيئة لجماعة تالوين وتصاميم إعادة هيكلة لخمسة أحياء وهم أمزيزوي، وأسول، ودوزرو، وبويلكا، وتمليلت، بالإضافة إلى تحيين تصميم التهيئة لجماعة تالوين، وتصاميم إعادة هيكلة خمسة أحياء كأمزيزوي، وأسول، ودوزرو، وبويلكا، وتمليلت، واقتناء التجهيزات، وسيارة المصلحة، والأراضي (الحصوب على رخصة خصوصية من طرف وزارة الداخلية بمبلغ 435.000.000.00 درهم)، وتسييج المقابر، فضلا عن تأهيل رياض الأطفال (إبرام اتفاقية شراكة مع المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بخصوص إحداث مركز الموارد بالجناح الشرقي للمركب السوسيوثقافي)، والمساهمة في إصلاح المؤسسات التعليمية وملاعب رياضية، وتوفير وتوزيع الأدوات المدرسية، وأيضا توسيع دعم دور الإيواء والاستقبال للتلاميذ (دار الطالب والطالبة وكذا الداخلية التابعة لثانوية محمد السادس إضافة إلى تخصيص جناح المركب السوسيوثقافي لإيواء التلاميذ نظرا للاكتضاض المتواجد بداخلية ثانوية محمد السادس، وتنظيم قوافل طبية منتظمة ودورية تسهل الولوج إلى التطبيب والتداوي لفائدة معوزي الجماعة والذين يعانون من أمراض مزمنة (توفير سيارة لنقل مرضى القصور الكلوي إلأى مدينة تارودانت قصد العلاج مرتين كل أسبوع)، واقتناء سيارة إسعاف في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحويل سيارة الإسعاف إلى سيارة لنقل الأموات، بالإضافة إلى المساهمة مع الجماعات الأخرى في تدبير دار الأمومة، وتوفير وتحديث التجهيزات الطبية بالمركز الصحي الحضري في إطار البيجماعاتي، وتنظيم ودعم التظاهرات الرياضية بشراكة مع المجتمع المدني (دعم نادي الأطلس بجميع فئاته) ومنظمات المهاجرين (إحداث مكتب استقبال وتوجيه المهاجرين بمقر جماعة تالوين).
وتنظيم ودعم تظاهرات ثقافية وفنية بشراكة مع المجتمع المدني ومنظمات المهاجرين، وإصلاح الملعب البلدي، وتهيئة ملعب كرة القدم لحي أسول (الشطر الثاني) (فتح الأظرفة من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم وبداية لإجراءات الإدارية للمصادقة على الصفقة وتنفيذ المشروع)، وكذا تتمة الشطر الثالث للمركب الثقافي (تم إدراجه في الاتفاقية شراكة لتأهيل مدينة تالوين)، ودعم وتنظيم الأنشطة الدينية والاحتفال بالمناسبات الوطنية (تقديم دعم مياشر للجمعيات)، وبناء المركب السوسيو ترفيهي لتالوين (تم إدراجه في الاتفاقية شركة لتأهيل مدينة تالوين).
ولابد من الإشارة كذلك إلى دعم التعاونيات النسائية المنتجة للمنتوجات المحلية التقليدية، وتشجيع مشاريع فلاحية بيئية كالزراعات البيئية الخالية من المواد الكيماوية، فضلا عن إحداث مركز لتصفية الدم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (مساهمة الجماعة بتوفير العقار 2.425 متر مربع)، واقتناء سيارة لنقل المصابين بمرض القصور الكلوي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (مصادقة المجلس الجماعي على اتفاقية تهم تسيير الجماعة السيارة)، وإعادة تأهيل السوق الأسبوعي لتالوين ( إدراجه ضمن اتفاقية مع جهة سوس ماسة ووزارة الداخلية، ومساهمة الجماعة ب1.000.000.00 درهم، بالإضافة إلى اقتناء شاحنة لنقل اللحوم، وشاحنة لنقل النفايات المنزلية والصلبة، زد على ذلك إحداث دار الصانع التقليدي (مساهمة الجماعة بتوفير العقار)، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة أعضاء المجلس الجماعي بما يخدم إرساء الحكامة الجيدة في تسيير الجماعة، أيضا تنظيم تكوين مستمر للموظفين والموظفات كل حسب مجال تدخله المهني واهتماماته الشخصية، وإرساء آلية تبادل التجارب والخبرات مع جماعات رائدة في التسيير، وتأهيل المجتمع المدني من خلال استقطاب أبناء تالوين المهاجرين وإدماجهم في البرمجة والتخطيط والتنفيذ لمجمل البرامج التنموية بجماعة تالوين (إحداث مكتب استقبال وتوجيه المهاجرين)، وتحيين الموقع الإلكتروني للجماعة (موقع التواصل الاجتماعي FACEBOOK )، وتقوية اتفاقيات التعاون اللامركزي.
وارتباطا بالموضوع، بالنسبة للمشاريع المبرمجة نجد مشروع حماية مدينة تالوين من الفيضانات الشطر الثاني، وذلك بقيمة إجمالية تقدر ب18.000.000.00 درهم، بشراكة مع كل من وزارة الداخلية (صندوق الحماية من الكوارث الطبيعية)، وجهة سوس ماسة، ووكالة الحوض المائي سوس ماسة بأكادير، والجماعة.
وكذلك مشروع رقمنة الإدارة بغلاف مالي يصل إلى 1.089.000.00 درهم، فضلا عن حفر الآبار بكل من حيي بويلكا، تمليلت، وشراء الحاويات من أجل جمع النفايات المنزلية.
أما بالنسبة لبرنامج التأهيل الحضري لمدينة تالوين، هذا المشروع سيتم إنجازه بغلاف مالي إجمالي قدره 60.000.000.00 درهم.
فقط للتذكير، ومن أجل تقوية البنيات التحتية الطرقية، فإن جماعة تالوين تتوفر على برنامج طموح في هذا الميدان، حيث تمت برمجة مجموعة من المشاريع ذات الصلة في إطار شراكة مع مجموعة من المتدخلين في إطار اتفاقية إطار بشان تفعيل مشروع تأهيل مدينة تالوين، وبالخصوص كل من وزارة أعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وجهة سوس ماسة، والجماعة.
س- لقد ظلت هذه الجماعة تعاني من خصاص كبير بالنسبة للتجهيزات السوسيو اقتصادية، ماذا تحقق لفائدة السكان بعد تحملكم مسؤولية تدبير الشأن المحلي لهذه الجماعة؟
ج- وعيا منا بأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقنا منذ تولينا مهام رئاسة هذه الجماعة، سعى المجلس إلى البحث عن الحلول للمشاكل المطروحة، والعمل على تجاوز مخلفات الماضي، والتطلع إلى مستقبل واعد قائم على تشخيص الوضع الآني، حيث تم الاعتماد على النهج التشاركي، والأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع الاجتماعي، وفي هذا الإطار عقدنا عدة لقاءات تشاورية وورشات ميدانية موضوعاتية مع الساكنة، ومختلف الفاعلين الاقتصاديين، والاجتماعيين، والرياضيين بتراب الجماعة، للتعرف على انتظارات وآمال الساكنة، وتمت ترجمة هذه المشاريع المقترحة بمشروع برنامج عمل جماعة تالوين 2017/2022، يركز على القضايا البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، والرياضية، أي كل الهواجس تم أخذها بعين الاعتبار، والهدف الأساس هو تحسين ظروف عيش الساكنة، وتجاوز الهشاشة على المستويين الاجتماعي والبنيوى، في إطار برنامج سوسيو- اقتصادي وبيئي، يعكس تصورا ورؤية مستقبلية لمدينة تالوين من شأنه تقوية قدرات الجماعة لتحقق إقلاعا اقتصاديا وتنمويا مستداما تستفيد منه الأجيال القادمة.
س- ماهي الآليات التي اعتمدتموها من أجل التغلب على الصعوبات والإكراهات، خاصة ما يتعلق بالشراكة مع المجتمع المدني والتجاوب مع انتظارات الساكنة المحلية؟
ج- يعتبر فتح باب التواصل هو السبيل الوحيد، للتغلب على أي إكراه كيفما كان نوعه، وهكذا فإن المجلس الجماعي الحالي يعتبر الانفتاح على الساكنة، ومختلف الفاعلين المحليين الرقم الأول من أولوياته.
س- كيف تقيمون تجربتكم في التسيير الجماعي لجماعة تالوين؟
ج- بالرغم من كون تجربتي في التسيير الجماعي صعبة للغاية بالنظر لمحدودية الإمكانيات المادية للجماعة، بالمقارنة مع حجم المشاكل، وحاجيات الساكنة، فقد تم العمل بفضل مساندة المجلس الجماعي لتالوين الذي أشكره جيل الشكر على العمل بكل تفان ووعي بمشاكل الساكنة، ودعم السلطات الإقليمية والمحلية التي لا تدخر جهدا في تنسيق الجهود، ومساهمة الشركاء الذين ساهموا في تمويل مشاريع مهمة بالنفوذ الترابي للجماعة، وذلك للاستجابة لأكبر عدد ممكن من حاجيات الساكنة ومعالجة عدد كبير من المشاكل، ولعل ذلك يبدو جليا من خلال جميع المؤشرات التنموية التي تم تحسينها.
السيد حسن أودال، كلمة ختامية
أشكر جريدة “الألباب المغربية” على هذه الالتفاتة، وعبد ربه رهن الإشارة في أي وقت، من أجل تنوير الرأي العام في كل ما يخص جماعة تالوين، شكرا مرة أخرى للجريدة ولطاقمها التحريري.