الألباب المغربية/ محمد عبيد
يشهد قطاع النقل الحضري بفاس تدهورا كبيرا، (سوء حالة الحافلات، والتأخر في الرحلات، وعدم احترام المسارات المحددة، بالإضافة إلى نقص في عدد الحافلات العاملة…).
وتواجه خدمات النقل الحضري في فاس تحديات كبيرة تؤثر سلباً على راحة وسلامة المواطنين، خاصة في الأحياء الجديدة والتجزئات السكنية، علاوة على ذلك، يعاني الركاب من انعدام الانضباط، وسوء الخدمة من قِبَل بعض سائقي وسائل النقل العام، كما أن السلوكيات الغير مهنية والقيادة العشوائية، تسبب في تعطيل مهام وأشغال الراغبين في التنقل عبر الحافلات سيما منهم الطلبة والتلاميذ.
ويمتعض السكان من غياب التوقيت المضبوط لوصول الحافلات، ما يسبب انتظاراً طويلاً يصل أحياناً لأكثر من ساعة… ويسجل على الخدمات في عدد من الأحياء أو التجمعات السكنية المحدثة (على مستوى طريق عين الشقف على سبيل المثال حي أنس) تهورا ولا مبالاة ذلك أن سلوك بعض السائقين يثير قلقا حين يعرضون الركاب للاستنزاف وإنزالهم في أماكن غير معلومة بدعوى الأعطاب وتتوقف الحافلات بعيداً عن نقاط الانطلاق الرسمية.
بعض الحالات المثيرة الجدل توضح انعدام نظام مراقبة فعالة أو وجود جهة مسؤولة تتابع سير الحافلات في هذه المناطق؟!!
وأمام هذه السلوكات والممارسات المأثرة سلبا على خدمات الحافلات تزداد معاناة السكان من طول وقت الانتظار وعدم اليقين في التنقل، مما زاد من فقدان الثقة في جودة خدمات النقل الحضري بفاس..
ويطالب السكان في انتظار “كودو” أي في انتظار فك الحصار عن الأسطول الجديد المعلن عنه منذ 9 أشهر وكذا بعد إعلان عمدة فاس مؤخرا عن انطلاقة الأسطول الجديد مع الدخولي المدرسي والجامعي دون أن يتم الوفاء بهذه الوعود لحد الآن وقد انصرمت العشرية الأولى من الموسم الدراسي الجديد، (ويطالب السكان) بإنشاء نظام مراقبة وتتبع دقيق للحافلات لضمان التزام السائقين بالمواعيد ونقاط التوقف، وتحديد جداول زمنية واضحة وتعليقها في نقاط الانتظار، مع تنظيم حملات توعية للسائقين بضرورة احترام خدمات الركاب وأوقات التوقف، وفتح قنوات تواصل رسمية لتلقي شكاوى الركاب والاستجابة لها بسرعة.
ويبقى مشكل النقل الحضري في مدينة فاس، واحدا من أكبر التحديات التي تواجه السكان والزوار على حد سواء فقد أصبحت وسائل النقل العام في المدينة، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة، واقع صعب ومرهق، مما يتسبب في تأخيرات واضحة وتكدس مروري، إضافة إلى قدرة استيعاب غير كافية لعدد الركاب الضخم.
كما أن من بين أهم الأسباب الرئيسية، لهذه الظاهرة المقلقة هو نقص التخطيط العمراني الفعال والرؤية المستقبلية في مجال النقل، و يعود هذا إلى عدة عوامل، منها النمو الديموغرافي السريع للمدينة، وتزايد عدد السكان، مما يزيد من الطلب على وسائل النقل العام.
وفي انتظار “كودو” يبقى السكان يعانون من أمر تحديد مسؤولية هذا الوضع الغير الموضوعي للخدمات العمومية.