الألباب المغربية / محمد المتوكل
تعيش جماعة عين الجمعة التابعة ترابيا إلى إقليم مكناس تهميشا كبيرا وإقصاءا ممنهجا من قبل مسيري ومدبري الشأن العام هناك، فالمنطقة تفتقد للطرق المعبدة، والخصاص الكبير في الماء الصالح للشرب، وعدم ربط المنازل بهذه المادة الحيوية، رغم إنشاء الجماعة لمشروع السقايات، والتي لم تصل الى كل الدواوير الثلاثة والعشرين المشكلة لجماعة فقيرة مهمشة ومقصية من كل برامج التنمية الشاملة، كما أن الجماعة تفتقد لمشروع سوق يفي بأغراض الساكنة، فالسوق الوحيد المتواجد بتراب الجماعة يفتقد لكل الشروط الصحية والسلامة المتوخاة في مثل هذه الأماكن، كما أن الكهرباء يتعرض للانقطاع كل مرة وخاصة عند حلول فصل الشتاء، اضافة الى أن الفلاحون يعانون مع غلاء المواد الفلاحية، وانعدام الدعم فضلا عن العراقيل التي يجدونها في الحصول على الأدوية والبذور وغيرها من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى، وتفتقد الجماعة كذلك للطرق المعبدة والتي تسهل عملية التنقل، دون أن ننسى أن الجماعة تغرق في الازبال والقاذورات من كل جانب، وأن مدخل الجماعة ومخرجها يوحي بأنها تعيش خارج التاريخ والجغرافيا وحتى التربية الوطنية، أما مسألة التعليم والصحة والخدمات الأساسية فحدث ولا حرج، فالمستوصف الرئيسي بالجماعة يفتقد لأبسط الأدوية أما مستوصف شعبانات فقد تم بناؤه منذ سنتين ولم يدشن الى حدود كتابة هذه السطور، والتعليم يحتضر يوميا للأسف الشديد، أما إذا سألتني عن التنمية والتغيير والتطور فأكاد أقول أن كل هذه المصطلحات تبقى مجرد شعارات في هذه المنطقة التي أكلها المنتخبون لحما ورموها عضما.
وفي هذا الإطار، قام عامل إقليم مكناس بزيارة الى المنطقة للوقوف على حجم الخصاص والتهميش والفقر والعوز الذي تشكو منه المنطقة، وأعاد الأمل في نفوس الساكنة التي قرأت سورة الفاتحة ترحما على مدبري الشأن العام بالجماعة، والذين لم يقدموا أي شيء يذكر للساكنة التي كانت ولا زالت وسبقى تعاني مع هؤلاء الذين جاؤوا لتدبير أمورهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، وتنمية أرصدتهم البنكية، وتدريس أبنائهم في المدارس الخاصة، واستعمال وسائل الدولة بدون حسيب ولا رقيب. وتخللت زيارة عامل إقليم مكناس على تدشين محطة االتصفية والطريق التي تربط بين ٱيت عبد الكريم وٱيت فطو وصولا الى ٱيت عسو، فضلا عن توزيع مجموعة من البذارات على عدد من الفلاحين.
وينتظر من عامل إقليم مكناس أن يقوم بزيارات أخرى الى الجماعة وإعطاء أوامره للمسؤولين على الجماعة من أجل التشمير على ساعد الجد والمثابرة من أجل خدمة الصالح العام، وإعطاء الأولوية لملف الصحة والتعليم والتنمية المجالية، دون أن ننسى بعض المجالات الأخرى والتي تحتاج هي الأخرى المزيد من العناية والاهتمام كالملعب الذي لم يتم الانتهاء من بنائه الى حد الٱن، والمدرسة الجماعاتية بشعبانات، والتي لازالت في طور البناء، ومشكل السقايات الذي أرق الدواوير، ومشكل العمال العرضيين الذين تشغلهم الجماعة وتستعملهم كورقة سياسية، إضافة الى مشروع أوراش الذي لم تستفد منه الجماعة والدواوير المجاورة شيئا، دون أن ننسى مشكل النقل المدرسي، ومشاكل أخرى لا تعد ولا تحصى كدار الشباب التي يعشش فيها الطيور، والواد الحار، ودوار دالاس، ومولاي يعقوب، والمحطة الطرقية، والسوق الأسبوعي، ورحبة البذور والمجزرة وغير ذلك. لقد كات زيارة عامل الإقليم إلى عين الجمعة فرصة للمسؤولين من أجل الوقوف على حجم العوز والفقر والتهميش الذي تحيا على نغماته جماعة عين الجمعة والدواوير المجاورة، والتي زادها المنتخبون تراجعا وتقهقرا وتأخرا.
عامل مكناس يقف على حجم التهميش الذي تعيشه جماعة عين الجمعة
اترك تعليقا