الألباب المغربية / محمد عبيد
شدد عامل إقليم إفران عبد الحميد المزيد على ضرورة اتخاذ كل التدابير وبشكل حازم وصارم للتعامل مع ظاهرة النقص وندرة المياه ومحاربة كل السلوكيات المنافية التدبير المعقلن للمياه والحفاظ عليها من الضياع في ظل الأزمة التي تعرفها البلاد عموما من نظرة المياه سواء منها المطرية او الجوفية.
جاءت هذه الكلمة التوجيهية خلال انعقاد صبيحة يومه الخميس 4 يناير 2024 اجتماع للجنة الإقليمية التقنية للماء، بقاعة الاجتماعات الكبرى بعمالة الاقليم، بحضور كل من الكاتب العام لعمالة إفران بوشعيب الصقلي، ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة إفران بناصر خرموشي، والذي خصص لدراسة وتقييم الوضع المائي بالإقليم والتدابير والإجراءات المزمع اتخاذها للحفاظ على المياه، وذلك لتنفيذ وأجرأة قرارات الحكومة الرامية إلى إرساء مجموعة من التدابير والإجراءات المستعجلة لتدبير أمثل للموارد المائية المتوفرة، وذلك قصد اقتصاد استعمال الماء الصالح للشرب وحماية الموارد المائية بهدف تخفيض الاستهلاك…
إذ قال عامل الإقليم بأن هذا الاجتماع يندرج في إطار الأهمية الكبرى لإستراتيجية تثمين وتدبير الماء بالإقليم وفق قواعد الحكامة الجيدة وإشراك الإدارات والجماعات، والفاعلين المعنيين وممثلي مختلف مستعملي الماء، مستحضرا في كلمته بالمناسبة “الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ19 لتربع جلالته على عرش المملكة… وتوجهات الحكومة لاتجاذ إجراءات
فمن بين ابرز النقط التي تم تداولها في العروض الثلاث المقدمة من قبل ممثلي وكالة الحوض المائي لسبو، والوكالة الجهوية لتنفيد المشاريع- والمديرية الإقليمية للفلاحة الى جانب قسم الجماعات المحلية بعمالة افران، تم الوقوف على تفعيل اللجنة الإقليمية للماء بصفتها الإطار القانون لوضع المخططات الإقليمية والدعوة إلى ترشيد استعمال الموارد المائية على مستوى الادارات العمومية والمساجد والمؤسسات التعليمية، ودراسة إمكانية استعمال المياه العادمة المُعالجَة…
وشكل الاجتماع، مناسبة لتدارس التدابير المتخذة، أو التي يتعين اتخاذها لمواجهة إشكالية الإجهاد المائي على مستوى اقليم افران… خاصة وأن الوضعية العامة للموارد المائية بإقليم إفران خلال هذه السنة المائية والفلاحية الأخيرة والممتدة من 01 سبتمبر إلى 25 ديسمبر 2023، تميزت باستمرار الجفاف وتفاقمه مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة مما أثر بشكل قوي على حالة المنابع الرئيسية بإقليم إفران، وكذلك على موارد المياه السطحية والجوفية في جميع مناطق إقليم افران، مما تسبب في تراجع موارد هذه المياه السطحية..
وفي هذا الصدد استعرض ممثل وكالة الحوض المائي لسبو الوضعية الهيدرولوجية بنفوذ الإقليم، ومشيرا الى أن الظروف المناخية أساسا تتطلب اتخاذ استراتيجية مواتية لها لتجاوز الاجهاد المائي، وبالفعل، وبحسب نفس التقرير فقد تراوحت التساقطات المطرية الإجمالية المسجلة في الفترة ما بين 01 سبتمبر و25 ديسمبر 2023 بالمحطات الهيدرولوجية بإقليم إفران ما بين 53 و100 ملم، وهو ما يمثل عجزاً إجمالياً يتجاوز 55% مقارنة بالسنة الفارطة و70% مقارنة بالوضع الطبيعي… وإلى ان التساقطات المطرية المسجلة خلال هذه الفترة المتراوحة ما بين 01 سبتمبر و25 ديسمبر 2023 بالمحطات الهيدرولوجية لإقليم إفران هي 55 ملم مقابل 148.6 ملم، سنة 2022/23 و191.4 سنة عادية بمحطة آيت عيسى و99.9 ملم مقابل 338.5 سنة 2022/23 و186.6 سنة عادية بمحطة سوق الأحد.
هذا مع العلم انه خلال نفس الفترة تؤكد إدارة وكالة الحوض المائي لسبو، لم يشهد إقليم إفران موارد كبيرة في موارد المياه السطحية مما يعني أنه إلى غاية 25/12/2023؛ تظل حالة الحشوات والأحجام المخزنة بالسدين بإقليم إفران غير هامة للغاية حيث يبلغ حجمها 0.36 م3 بنسبة ملء 24.2% بسد مشليفن وحجم 0.34 م3، فيما نسبة ملء 14.5% بسد آيت مولاي أحمد.
وتبين من خلال البيانات ان حالة تراجع مستوى طبقة المياه الجوفية بالأطلس المتوسط وحالة المنابع الرئيسية بإقليم إفران.
كما انه بعد حالة الجفاف الحالية لأكثر من 3 سنوات، وتبعا للاستغلال المفرط لطبقة المياه الجوفية، استمرت موارد المياه الجوفية لإقليم إفران في التدهور الكمي.
إذ بحسب تقرير للوكالة فمتوسط الانخفاضات في مستوى المياه الجوفية المسجل سنة 2023 في هذا الإقليم، 3.3 م و7.2 م ككمية تراكمية على مدار السنتين الماضيتين… أما بالنسبة للعيون، فباستثناء حالات الجفاف التام للعديد من العيون التي لوحظت، تراوحت الانخفاضات هذا العام في معدلات تدفق العيون الرئيسية بين 42 و79%، وبين 74 و86% مقارنة بالوضع قبل 10 سنوات.
فيما جاء في عرض المديرية الإقليمية للفلاحة باقليم إفران عرض حول عقلنة وتدبير الموارد المائية المستعملة لأغراض فلاحية بالإقليم، أما ممثل الوكالة الجهوية لتنفيد المشاريع فقد تطرَّق لوضعية التزود بالماء الصالح للشرب بالمنطقة وخاصة إقليم افران والمراكز التابعة للإقليم، فيما تم التأكيد على العمل على المحافظة على هذه المادة الحيوية، وضمان التزود بها في أحسن الظروف، خلال عرض رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة افران، مشيرا إلى أنه فبالرغم مما اتخذته عمالة إقليم إفران مؤخرا من تعبئة استثمارات، لإنجاز سلسلة من مشاريع تزويد سكان المناطق النائية بإقليم إفران بالماء الصالح للشرب، وما عمدت إليه بإطلاق مشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب بعدد من النقط القروية.. فإنه الظروف المناخية وواقع النقط المائية الجوفية قد اثرت على الحياة العامة للانسان مما يتطلب معه، مشيرا إلى أنه فبالرغم مما اتخذته عمالة إقليم إفران مؤخرا من تعبئة استثمارات، لإنجاز سلسلة من مشاريع تزويد سكان المناطق النائية بإقليم إفران بالماء الصالح للشرب، وما عمدت إليه بإطلاق مشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب بعدد من النقط القروية.. فإنه الظروف المناخية وواقع النقط المائية الجوفية قد اثرت على الحياة العامة للانسان مما يتطلب معه تظافر جهود الفاعلين في قطاع الماء، سواء على مستوى شبكات الإنتاج أو التوزيع، من أجل الحد من التسربات المائية، وكذا تقليص مدة التدخلات المتعلقة بإصلاح هذه الشبكات، والقيام بحملات تحسيسية واسعة النطاق بين المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين وجمعيات المجتمع المدني، وخاصة القطاعات التي تعرف استهلاكا كبيرا للمياه، كالفلاحة والسياحة والحمامات التقليدية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.
عامل إفران يشدد على تدبير أزمة المياه بعقلانية للحد من الإجهاد المائي بالإقليم
اترك تعليقا