الألباب المغربية/ محمد الدريهم
في إطار المبادرة التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين منذ أكثر من 15 سنة، والتي تهدف إلى خلق فضاءات للتواصل والوساطة الثقافية والفنية من أجل إبراز وتشجيع مختلف أشكال التعبير الفني، ستحتضن مدينة إفران “رواق زفير للفنون” الذي سيفتح أبوابه لمحبي الفنون البصرية يوم الأربعاء 09 أكتوبر 2024، مع افتتاح أول معرض فني بعنوان “شظايا الأطلس” الذي سيستمر الى حدود يوم 31 ديسمبر 2024.
وفقًا للمنظمين، فإن “شظايا الأطلس” هو معرض جماعي يجمع الأعمال الفنية لسبعة فنانين من منطقة الأطلس المتوسط، وتحديدًا في إقليم إفران. ويُعد هذا المعرض الأول من نوعه الذي يقام في فندق تابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين. الميزة الخاصة لهذا المعرض هو تصميمه على تشجيع المواهب المحلية في المنطقة ومنحهم منصة جديدة للترويج لإبداعاتهم.
“معرض زفير للفنون” إفران هو فضاء عرض مصمم لتقديم تجربة فنية غامرة في قلب بيئة أنيقة وراقية. يهدف معرض زفير إفران إلى أن يكون وسيطاً ثقافياً حقيقياً في المنطقة، ويشجع على التبادل بين الفنانين والزوار ومحبي الفن، وبالتالي خلق جسر بين مختلف التعبيرات الفنية.
منطقة الأطلس المتوسط غنية بالتاريخ والجمال الطبيعي والثقافات المتنوعة. وينعكس هذا الثراء والتنوع أيضاً في الإمكانات البشرية المنتجة والإبداعية في المنطقة في مجموعة واسعة من المجالات. تتميز المنطقة أيضاً بزخم فني قوي ينتج أشكالاً متنوعة من الإبداع.
لذلك سيركز “معرض زفير للفنون” إفران على الفنون البصرية من خلال هذا المعرض الجماعي بعنوان “شظايا الأطلس”، الذي يوثق مجموعة من التجارب التي هي ثمرة جهود مكثفة وسنوات من العمل الدؤوب من جانب فنانين منمسارات مختلفة سعوا إلى تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم.
من خلال هذه المجموعة، يقدم الفنانون رحمة المومن، وعبد الحق بونحتات، وعبد الله أوعبي، ومحمد كريبة، ومصطفى خضروني، ورشيد شعير، ورشيد حرشاو أعمالاً تعبر عن أفكارهم ومشاعرهم بطرق فريدة ومبتكرة، تعكس تنوع وثراء رؤاهم الإبداعية. كل لوحة هي جزء من رحلة فنية شخصية، تجسد تنوعاً ثرياً في المواضيع والتجارب الفنية، بين استخدام الألوان الزاهية والألوان الهادئة، مما يعكس تنوع أصول المبدعين ورؤاهم الفنية، والفهم العميق للعملية الإبداعية والتعبير الفني لدى هؤلاء الفنانين، لنجد لوحات تعبر عن مناظر البادية المتألقة.
ومن جهة أخرى، فضّل فنانون آخرون استخدام لغة تصويرية تجريدية في لوحاتهم، بألوان باردة نوعاً ما، وتجميع عناصر معقدة وأشكال تبدو متناقضة، في فوضى إبداعية جميلة مفتوحة على كل التأويلات. وعلى الرغم من تنوعها الكبير بين التجريد والتشخيص والطبيعة الصامتة والبورتريه والمناظر الطبيعية والتصميم الحضري، إلا أن القاسم المشترك بين هذه اللوحات هو أنها تتجاهل القواعد المألوفة للمدارس الفنية والمعايير الأكاديمية والتقنية لتترك المجال للخيال والذاتية، مما يجعل هذا المعرض رحلة ثقافية وفنية متكاملة تعكس أساليب واتجاهات فنية مختلفة وتقدم صوراً حية ومعبرة عن الواقع المغربي بعمارته وهندسته وثقافاته المتعددة ودلالاته الرمزية.
لا تكمن قيمة المعرض في تنوعه الفني فحسب، بل تكمن أيضاً في تنوع الأصباغ والمواد المستخدمة التي تعكس بوضوح لوحة الألوان المغربية الأصيلة في هذه الأعمال. يمكن للزوار أن يشعروا بنبض الثقافة المغربية والأمازيغية المتجذرة في تراث جبال الأطلس. ويؤمن المعرض بأهمية الفن في التعبير عن الهوية الثقافية والحفاظ عليها، ويوفر منصة للفنانين المحليين لعرض إبداعاتهم والتواصل مع جمهور أوسع. يُعدّ معرض “شذايا من الأطلس” احتفالاً بالفن والحياة والثقافة، ما بين الإبداع الفني والجمال الطبيعي، وهو فرصة استثنائية للزوار لاكتشاف عمق واتساع الثقافة المحلية.إنها تجربة فريدة من نوعها تتيح لهم الانغماس في عوالم متعددة من التعبير الفني واستكشاف الرسائل والقصص التي يرويها كل عمل فني. إنها دعوة جماعية للانغماس في عوالم الجمال والإبداع واكتشاف قصص ملهمة بنكهة أطلسية بحتة.