الألباب المغربية – حسن الخباز
منذ سنوات كانت هناك دعوات لوضع كاميرات داخل الأقسام، وقد تداولت هذه الاقتراحات في الاجتماعات وفي قلب اللجان التعليمية لكن كان هناك رفض تام من قبل الأساتذة ، فلماذا هذا الرفض يا ترى؟
كلنا نعلم أن الأستاذ أصبح معرضا للخطر داخل القسم وخارجه، فالجيل الحالي عكس جيلنا الذي كان يهاب الأستاذ ويوقره ويكن له كل الاحترام، وكان يطبق هذا البيت الشعري بحذافيره:
قم للمعلم وفيه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا.
لقد تدهور مستوى التعليم خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد للأستاذ قيمته، بل ضرب هذه المهنة الكساد بعدما أصبح الأستاذ يضرب بعصى رجل القوات المساعدة أو الشرطي أمام البرلمان.
نفر منها الطلبة بعدما اطلعوا على حال سابقيهم الذين يخوضون الإضرابات تلو الإضرابات، للمطالبة بحقوقهم المشروعة فلا هم حصلوا عليها ولا عادوا من احتجاجاتهم سالمين.
انهارت الوضعية التعليمة، بعد منع العصا وأساليب التأديب التي كانت في أيامنا، حيث كان الأستاذ بمثابة أب ثان، والمدرسة بمثابة أم ثانية، بحيث كان الأب يزور المؤسسة التعليمية بين الفينة والأخرى، ويسأل عن حال ابنه ويؤكد للمعلم المقولة الشهيرة : “نتا هرس وأنا ندي للصبيطار”.
انهار حال التعليم، بعد أن أصبحت الأم تهاجم وقد تفترس الأستاذ: إذا سمعت فقط أنه نهر ابنها لعدم إنجازه للتمارين، تزيد بذلك في تشجيع ابنها على التجرئ على أستاذه والتمادي في إهانته.
هناك خطة ممنهجة لضرب التعليم، بحيث بدأت معالمها تتضح مع نهاية تسعينات القرن الماضي بعد تغيير المناهج التعليمية، واستبدالها بمناهج أخرى أقل أهمية وتأثيرا وجودة.
لقد صدق عالم المستقبليات المرحوم المهدي المنجرة حين قال : إذا أردت هدم حضارة أمة “أهدم الأسرة” و”أهدم التعليم” و”أهدم القدوات والمرجعيات” أي العلماء والأساتذة والمعلمين…
عودة لموضوع بث الكاميرات في قلب الأقسام، فشخصيا أرى أنها لصالح الأستاذ والتلميذ على حد السواء، ولن تسيء بتاتا لرجل تعليم، بل ستحميه بنقلها لأطوار ما جرى ويجري داخل حجرة الدرس.
لماذا يرفض الأساتذة هذا الإجراء البسيط؟ ، وماذا يخيف من نصب كامرات داخل الفصول الدراسية و الساحات المدرسية و في محيط و مداخل المؤسسات التعليمية ؟ أليس نشرا للأمن و تحديد للمسؤوليات في حالة حدوث تجاوزات من أي طرف كان و ذرءا للاتهامات الانتقامية ضد الأساتذة كما علق أحدهم.
وبهذه المناسبة، أقترح زرع الكاميرات في قلب كل الإدارات العمومية والخصوصية، لمزيد من الأمن والأمان والجميع صار يعلم بأهمية الكاميرا، بعدما أصبحت منتشرة بالمنازل والمقاهي والشركات…