الألباب المغربية/ أمين الحطاط
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد، خطابًا ساميًا إلى الأمة، استعرض فيه حصيلة الإنجازات الوطنية، ورسم معالم المرحلة المقبلة من البناء التنموي المتكامل، في إطار رؤية استراتيجية ترسخ مكانة المغرب ضمن الدول الصاعدة.
تضمّن الخطاب الملكي تأكيدًا على عمق العلاقة المتينة بين الملك والشعب، وتجديدًا لروابط البيعة والمواطنة القائمة على الحب والوفاء، حيث أشار جلالته إلى أن قوة هذه العلاقة تزداد مع مرور الزمن.
في المجال الاقتصادي، أبرز جلالته حفاظ المغرب على وتيرة نمو منتظمة رغم الأزمات العالمية، مشيرًا إلى نهضة صناعية غير مسبوقة، وارتفاع كبير في الصادرات، لاسيما في قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة. كما شدد على أهمية السيادة الغذائية والطاقية، والبنيات التحتية الحديثة، ومنها تمديد خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش.
أما على المستوى الاجتماعي، فأكد الملك على ضرورة توجيه ثمار التنمية لتحسين ظروف عيش المواطنين في مختلف الجهات، لا سيما العالم القروي، مشددًا على ضرورة تجاوز مظاهر الفقر والهشاشة. وفي هذا السياق، أعلن عن جيل جديد من برامج التنمية الترابية، ترتكز على المبادرة المحلية، العدالة المجالية، وتعزيز الخدمات الأساسية في مجالي الصحة والتعليم.
سياسيًا، أشار جلالته إلى قرب موعد الانتخابات التشريعية، موجّهًا الحكومة لتوفير شروط نزاهتها والاستعداد الجيد لها، من خلال فتح المشاورات مع الفرقاء السياسيين.
في الجانب الدبلوماسي، جدّد الملك موقف المغرب الثابت تجاه العلاقات الأخوية مع الجزائر، داعيًا إلى الحوار الصريح والمسؤول، ومؤكدًا التزام المملكة بوحدة الشعوب المغاربية. كما عبّر عن اعتزازه بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي لنزاع الصحراء المغربية، مشيدًا بمواقف المملكة المتحدة والبرتغال.
واختتم جلالته خطابه بتوجيه تحية تقدير لقوى الأمن والدفاع الوطني، واستحضار ذكرى الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، والتأكيد على الاستمرار في ترسيخ قيم التضحية والوفاء في خدمة الوطن.