الألباب المغربية/ ضعيف عبد الإله

في يوم تاريخي سيظل راسخًا في ذاكرة المغاربة، تلاقى المجد الرياضي مع المجد الوطني في لوحة بديعة رسم ملامحها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، حين صادق المجلس الوزاري يوم 19 أكتوبر 2025 على برنامج حكومي جديد يفتح صفحة مشرقة من الإصلاح الشامل والعدالة الاجتماعية، في اليوم نفسه الذي رفع فيه أشبال المغرب كأس العالم لأقل من 20 سنة، معلنين للعالم أن المغرب ينتصر في كل الميادين: في الرياضة كما في الإصلاح، في العزيمة كما في التنمية، في الميدان كما في الرؤية.لقد شاءت العناية الإلهية أن يتزامن الفرح الشعبي بالإنجاز الرياضي مع الفرح الوطني بالقرار الإصلاحي، في تلاقٍ رمزي بديع يجسد جوهر المشروع المجتمعي الذي يقوده جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين: بناء الإنسان المغربي باعتباره الثروة الحقيقية للأمة، والغاية الكبرى لكل إصلاح وتنمية.
الرؤية الملكية: عدالة اجتماعية ونهوض شامل لقد أثبت جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرة أخرى، أن القيادة ليست مجرد توجيه، بل فن في صناعة الأمل وإحياء الثقة.
فالبرنامج الحكومي الجديد الذي وجّه جلالته لاعتماده، يقوم على أسس واضحة: العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، وتكافؤ الفرص.
إنه ليس مجرد إصلاح اقتصادي أو إداري، بل ثورة في الفكر التنموي، تعيد الاعتبار للمواطن المغربي في كل المجالات — في التعليم، في الصحة، في التشغيل، وفي الكرامة اليومية.ومن خلال هذه الرؤية الملكية الحكيمة، تتجلى ملامح مغرب المستقبل: مغرب متوازن، متماسك، يسير بخطى ثابتة نحو التنمية المستدامة، ويجعل من كل مواطن لبنة في صرح الوطن الكبير.
الشباب والنساء عنوان الثقة الملكيةلقد أولى جلالة الملك منذ سنوات أهمية استثنائية للشباب والنساء، باعتبارهم قوة الأمل ووقود التنمية.
وجاء هذا البرنامج الجديد ليترجم تلك الرؤية المولوية النبيلة إلى قرارات عملية، من خلال تبسيط شروط الترشح لمن هم دون 35 سنة، وتخصيص دعم مالي يغطي 75% من مصاريف الحملات الانتخابية، إلى جانب دوائر جهوية خاصة بالنساء تعزز حضورهن في مواقع القرار.هذه الإجراءات ليست مجرد تسهيلات انتخابية، بل رسالة ملكية عميقة تقول لكل شاب وشابة مغربية مكانكم الطبيعي هو في قلب الوطن، في مواقع القيادة والإبداع والبناءوفي الاقتصاد، وجّه جلالته نحو دعم المقاولات الناشئة، وتوسيع فرص العمل، وتطوير التكوين المهني، ليكون الشباب المغربي قوة إنتاج لا انتظار، ومصدر ابتكار لا تقليد. تلاحم الرياضة والإصلاح مغزى وطني عظيم لم يكن تتويج أشبال المغرب بلقب عالمي مجرد فوز كروي، بل رمز وطني لوطن ينتصر حين يؤمن أبناؤه بأنفسهم وبملكهم.
لقد تابع جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كعادته، أدق تفاصيل مشاركة المنتخب الشاب، ووجه ببرقيات التهاني، ليؤكد أن كل انتصار مغربي في أي ميدان هو انتصار للوطن بأسره.
وهكذا تلاقت رمزية الفوز الرياضي مع عمق القرار الإصلاحي، لتقول للعالم المغرب لا يفرح بالإنجاز فقط، بل يبني عليه مشروعًا جديدًا للنهضة، ويحوّل الفرح إلى طاقة وطنية متجددة وعي الشعب المغربي حصن المملكة المنيع لقد أثبت الشعب المغربي، جيلاً بعد جيل، أنه شعب لا يُخدع بالشعارات، ولا يُستدرج بالمؤامرات.
فحين حاولت بعض الجهات المشبوهة في الداخل والخارج استغلال المطالب الاجتماعية لضرب استقرار الوطن، وقف المغاربة صفًا واحدًا خلف ملكهم، معلنين أن الولاء للعرش العلوي المجيد هو خط أحمر، والثوابت الوطنية غير قابلة للمساس. شبابًا ونساءً ورجالًا وشيوخًا، برهن المغاربة أن حبهم للملك والوطن ليس شعارًا يُقال، بل عقيدة تُعاش، ووفاء يتجدد في كل المواقف.
لقد وعى الجيل الجديد أن الإصلاح لا يأتي من الفوضى، بل من العمل، ومن الثقة في قيادة مخلصة جعلت خدمة المواطن جوهر مشروعها.
الله الوطن الملك قيم لا تتبدل في كل خطوة من مسار التنمية، وفي كل لحظة من لحظات الفخر، يتجدد العهد الأبدي الذي يجمع المغاربة: حب الله، حب الوطن، وحب الملك.تلك القيم التي ورثناها أبًا عن جد، وجعلتنا نواجه كل التحديات متحدين، مؤمنين بأن الملك محمد السادس نصره الله هو رمز وحدتنا وراية تقدمنا.
ختامًا: بيعة متجددة وعهد لا ينكسر في هذا اليوم المشرق بالإنجاز والإصلاح، نرفع أكف الدعاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، أن يحفظه ربي بما حفظ به الذكر الحكيم، ويطيل عمره الميمون، ويقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.وعهدٌ منا جميعًا، ملكًا وشعبًا، أن نبقى أوفياء لنهجه، مخلصين لوطننا، مجندين للدفاع عن ثوابته ومقدساته، سائرين على درب التنمية والوحدة والكرامة.