الألباب المغربية/ أمين علة*
في قرية صغيرة كان هناك رجل مسكين يعيش حياة بسيطة كان يعمل بجد كل يوم، يمشي في الشوارع الضيقة والأسواق حاملا قربة الماء على كتفه، يبيع الماء للناس في الأسواق. كان رزقه اليومي يعتمد على بيع الماء للناس العطشى. كان يحلم دائما بأن يوفر لأولاده وزوجته حياة أفضل، لكن الحياة كانت صعبة عليه.
في يوم من الأيام، بينما كان الرجل المسكين يعمل كالعادة، أصابته نوبة قلبية مفاجئة. سقط على الأرض ولم يستطع النهوض. توفي الرجل المسكين تاركا وراءه زوجة وأولادا صغارا في حزن عميق. كانت الصدمة كبيرة على العائلة التي لم تكن تتوقع هذا الفراق المفاجئ.
بعد وفاة الرجل، وجدت العائلة نفسها في مأزق كبير لم يكن لديهم المال الكافي لتغطية مصاريف الدفن، ناهيك عن استقبال الضيوف في العزاء. كانوا يعيشون يوميا بفضل ما يجمعه الرجل من بيع الماء، ولم يكن لديهم مدخرات. كان الوضع صعبا جدا، والعائلة حزينة ومكسورة.
كانت هناك جمعية خيرية في بداية نشأتها في القرية تسعى لمساعدة المحتاجين عندما علمت الجمعية بوفاة الرجل المسكين ووضع عائلته الصعب، قررت التدخل لمساعدتهم، قامت الجمعية بكراء كراسي وخيمة للضيوف لمساعدة العائلة في استقبال المعزين وتأدية مراسم العزاء بكرامة واحترام.
كانت مساعدة الجمعية نعمة كبيرة للعائلة الحزينة بفضل هذه المساعدة، تمكنت العائلة من استقبال المعزين في جو من الكرامة، رغم الحزن العميق الذي كان يخيم عليهم. ساعدت هذه المبادرة الإنسانية العائلة على تجاوز الأزمة بفضل الله سبحانه وتعالى ودعم الجمعية وبعض المحسنين، في وقت كانت فيه العائلة في أمس الحاجة إلى العون.
بعد مساعدة عائلة الرجل، قررت الجمعية الاستفادة من التجربة وتطوير قدراتها لمساعدة المزيد من الأسر المحتاجة.
لذلك قامت بمجهود أعضائها بإقتناء معدات مثل الكراسي والموائد لتكون متاحة لمساعدة الأسر المحتاجة والفقيرة في مراسم العزاء، أصبحت الجمعية تقدم هذه المعدات بأسعار رمزية للعائلات التي تحتاجها، وفي بعض الحالات، تقدم مجانا للعائلات الفقيرة التي لا تستطيع تحمل أي تكاليف لتعزيز التكافل الاجتماعي ومساعدة المزيد من الأسر… كانت تلك بداية جمعية أصدقاء الخير لتنمية والتضامن ..
*رئيس الجمعية