أحمد المهداوي/الحوز
في كتابه “المسالك والممالك” أشار أبو عبيد البكري إلى كون “أهل السوس وأغمات أكثر الناس تكسّباً وأطلبهم للرزق ما يكلفون نساءهم وصبيانهم التحرف والتكسب”، وهذا ما يتمظهر جلياً في السوق الأسبوعي المُقام كل يوم جمعة بمنطقة أغمات.
وكشأن باقي الأسواق الأسبوعية بإقليم الحوز يشكل هذا السوق مُلتقى اقتصادي واجتماعي حيوي بأغمات، ويعد السوق، الواقع بمركز الجماعة، ملتقى لساكنة الدواوير المتفرقة، وأحد الركائز التي يعتمد عليها المجلس الجماعي، على قلة مدخوله الذي لا يتعدى 36.000.000 سنتيم في السنة، لإنعاش الدورة الاقتصادية ولو بصورة عابرة، وكذا الرفع من ميزانية الجماعة.
ويزخر السوق الأسبوعي “الجمعة أغمات” بمجموعة من المنشآت الاقتصادية، المبنية بالطين والحجارة، كمحلات الحرف والدكاكين وحوانيت الجزارين وغيرها من الحِرف المُزاولة بالسوق.
غير أن هُنالك مطالب تدعو لتحويل هذا السوق من مركز الجماعة إلى الطريق المؤدية لأوريكة، ما من شأنه أن يوسع من مجاله الترابي للمساهمة في خلق دينامية مضاعفة في أغمات، ومنح فرص مواتية للفئات الشابة للعمل وتحريك عجلة التنمية.
كما سيسمح تحويل السوق باستغلال مركز الجماعة للتسويق الثقافي للمآثر التاريخية الهامة التي تزخر بها منطقة أغمات بما تمثله في الوعي التاريخي المغربي، وكذا توسيع النطاق المجالي الذي تشغله المشاتل المعروفة بها أغمات.
وتجدر الإشارة إلى كون هذه المشاتل تعد محركاً آخر لعجلة الاقتصاد بالمنطقة منذ سنوات الثمانينات. وفي هذا الصدد تتأسف مجموعة من الأصوات على عدم استغلال هذا التراث الثمين.