الألباب المغربية/ رشيد اخراز- جرادة
جرادة اليوم ليست مدينة تعيش فقط ركودًا اقتصاديًا، بل تُذبح ببطء تحت أنظار الجميع. توقفت الدورة الاقتصادية تمامًا، وأصبح الجمود والبطالة قدرًا مفروضًا على ساكنة صبرت أكثر مما ينبغي.
جرادة اليوم تعيش حالة شلل اقتصادي، بعدما تحوّل قطاع البناء من بصيص أمل إلى حائط مسدود بفعل عراقيل إدارية وتنظيمية لا تنتهي.
المأساة تتعمق أكثر مع واقع عمراني بائس: أحياء كاملة شُيّدت عشوائياً في زمن غابت فيه أبسط شروط التخطيط الحضري. اليوم، ينام المواطن تحت جدران متصدعة وأسقف آيلة للسقوط، لكنه حين يطلب رخصة إصلاح أو ترميم، يُواجه بالمنع والانتظار اللامتناهي.
فكيف يُعقل أن يُحرم من حقه في الإصلاح أو البناء وهو يعيش وسط بيوت تنهار يوم بعد يوم فوق رؤوس ساكنيها ؟
والأدهى من ذلك، أن جالية مهمة من أبناء المدينة، عادت محملة برأس المال والحلم في إنعاش المدينة عبر مشاريع بناء، لكنها اصطدمت ببيروقراطية قاتلة، فاختارت الهروب إلى مدن أخرى أكثر احتضانًا، تاركة جرادة تغرق في الركود وتزداد عزلة.
هكذا، تقتل السياسات العقيمة ما تبقى من أنفاس مدينة أنهكها الفقر والبطالة.
جرادة لا تحتاج خطابات ولا شعارات، بل تحتاج قرارات شجاعة تفتح أبواب الاستثمار وتعيد الحياة لقطاع البناء، قبل أن تتحول رسمياً إلى مقبرة اقتصادية بلا رجعة.
الرسالة واضحة: لابد من فتح المجال أمام رخص البناء، وإيجاد حلول عملية وسريعة تعيد الروح للمدينة ولسكانها، وتنقذ العاملين في قطاع البناء الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية. جرادة تحتاج اليوم قبل الغد إلى قرارات جريئة تكسر القيود وتُعيد الأمل المفقود.